كل ما يتعلق بالاستثمار في سورية من قوانين وتشريعـات ومشاريع استثمارية ومعلومـات اقتصادية مفيدة.

 

الطقس في دمشق

 

مقالات عن سورية تنشر في الصحف الصينية

 

" الاندماج الحضاري والبقاء المشترك "
(20/10/2005 الصفحة السابعة جريدة الشعب اليومية
)
بقلم  قوه  يي

         في تلبية للدعوة ، حضرت قبل أيام " مهرجان طريق الحرير " الرابع الذي نظمته الحكومة السورية تحت اسم " رحلة عبر الزمان " ،  وقد جسد هذا الاسم هدف هذه الفعاليات تجسيدا كاملا وتاما ، أي فتح " طريق الحرير الحديث " بنفس روح المعاملات الودية التي سادت عبر " طريق الحرير " القديم وخلق المستقبل الرائع للبشرية .

        ان سورية دولة عريقة ذات حضارة بعيدة المدى . وقعت منطقة سورية خلال آلاف السنين تحت قبضة حكم الامبراطوريات الرومانية والفارسية والعثمانية وبعض الممالك العربية وبذلك  تأثرت بالحضارات الشرقية والغربية . كما لعبت سورية دورا محوريا ومهما للغاية على " طريق الحرير " القديم، من حيث المعاملات التجارية والثقافية ،كونها نقطة التقاء الطرق بين الشرق والغرب مما جعلها متأثرة بالحضارات الشرقية والغربية . ويمكن مشاهدة بعض المساجد والكنائس القديمة في دمشق ، ودير مار سركيس في قرية معلولا متكاملة دون تعرضها لأي أضرار . وفي تدمر المدينة القديمة معبد بل كان هذا البناء العظيم القديم لعبادة اله الطبيعة ثم أصبح كنيسة في عهد الامبراطورية الرومانية وثم مسجدا . ومر نفس البناء بالحضارات المختلفة وقد تمت المحافظة على الآثار التاريخية للحضارات المختلفة ليزورها الناس ، ان هذه الظاهرة نادرة ولا سبيل لها أبدا في عالم اليوم  .

        وظلت سورية تمارس سياسة الود والتسامح ازاء مختلف الاعراق والأديان منذ أن نالت الاستقلال الوطني عام 1946 ، وقد قدمت الحماية لكل مواطنيها بغض النظر عن عرقهم أو معتقداتهم الدينية طالما كانوا ملتزمين بالقوانين السورية . وظلت سورية حكومة وشعبا تعامل الفلسطينيين المشردين معاملة الأشقاء علما بأن كثيرا منهم فقدوا ديارهم وشردوا الى كثير من الدول العربية منذ عشرات السنين .

        في مثل هذه البلاد التي تدعو الى التعايش والوئام بين مختلف الأمم والأديان يتميز السكان بالتصرفات اللبقة وأسلوب المحادثة اللطيف للغاية اذ لا تشاهد مشاجرات ولا تسمع صراخا عاليا . لقد لمست مظاهر التواصل بين الحضارات والأديان في سورية مما ذكرني ب " موضوع تصادم الحضارات"" .

        في تاريخ تطور الحضارة الانسانية ، ظهرت الى الوجود أربع دول حضارية كبرى أي مصر ، بابل والهند والصين . أما في اطار أوربا ، قد ظهرت الى الوجود الحضارات اليونانية والرومانية الخ . وفي القارة الأمريكية ، قد ظهرت الى الوجود حضارة مايا للهنود الحمر . كانت هذه الحضارات وبقيت مستقلة نسبيا قبل ظهور الرأسمالية ، وحصرت تأثيرات هذه الحضارات في المناطق المحيطة بها حتى بدأت العلاقات على نطاق الكرة الأرضية بين الحضارات الاقليمية خلال عملية تطور الرأسمالية لنهب الموارد والقوى العاملة والأسواق والاستيلاء عليها وفي هذا الوقت، بدأت الدول الكبرى في أوربا التي تمثل القوى الانتاجية الحديثة باصلاح وتقويم الحضارات في المناطق الأخرى باعتبار حضارتها هي المقياس ، وهذا هو " مذهب قلب أوربا المزعوم " .

        في الحقيقة ، توجد في الشرق الحضارات الصينية والهندية والإسلامية الخ ، اضافة الى الحضارات الأورو امريكية ، وبالرغم من أن هذه الحضارات كانت قد تأخرت خلال عملية تطور الرأسمالية الحديثة الا أنها بقيت لآلاف السنين وما تزال ذات حيوية متدفقة حتى الآن . وقد برهن التاريخ العالمي على أن التفكير في ابادتها مستحيل على الاطلاق .  ويدعو كثير من العلماء في العالم الى " نظرية الاندماج الحضاري " أي البقاء المشترك للحضارات المتنوعة والتعلم من بعضها البعض وإكمال بعضها البعض حتى الوصول الى غاية التنمية المشتركة وخلق السعادة للبشرية في نهاية المطاف .  وهكذا رأيت خلال زيارتي لسورية واقع الاندماج المتبادل بين مختلف الحضارات والثقافات والأديان وبذلك تكون لدي أعمق ادراك وفهم للاندماج الحضاري.

 

sanlitun Dongsijie No.6 - 100600 Beijing - China

Tel: 10-65321372

Fax: 10-65321575

[email protected]