كل ما يتعلق بالاستثمار في سورية من قوانين وتشريعـات ومشاريع استثمارية ومعلومـات اقتصادية مفيدة.

 

الطقس في دمشق

 

لقاءات السفير مع أجهزة الإعلام الصينية

 

حوار بين السفير السوري في الصين ومجلة "حول العالم"

        نشرت في يوم 1 أيار عام 2006 مجلة ((حول العالم)) الصادرة من وكالة أنباء شينخوا ( الصين الجديدة ) الحوار الذي أجرتها مراسلة المجلة وانغ جين يان مع السفير السوري محمد خير الوادي في الصين . وفيما يلي الحوار:

       تكاد سورية ركنة مهملة واقعة في الشرق الأوسط بالنسبة لكثير من الناس لو لا اغتيال الرفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني السابق في السنة الماضية . ولكن هذه الدولة العربية التي تقع في غرب آسيا في الشاطئ الشرقي من البحر الأبيض المتوسط ، ظلت تلعب دورا هاما لا يمكن اهماله في شؤون العرب ومنطقة الشرق الأوسط . وخصوصا تأثيراتها لحركة حماس الفلسطينية ومنظمة الجهاد الاسلامي ، وكذلك تلعب أيضا تأثيرها الخاص في قضايا لبنان والعراق .

       مؤخرا ، في الوقت الذي يولي فيه المجتمع الدولي اهتماما بالغا بمشكلة ايران النووية ، قام الرئيس الايراني السابق رافسنجاني بزيارته المفاجأة لسورية ودفعت ايران بهذا الاجراء سورية الى أمام أضواء الوسائل الاعلامية مرة أخرى . مع تولى حركة حماس برئاسة الوزارة وتدهور الوضع العراقي ومع الاحتداد المتزايد لمشكلة ايران النووية ، يواجه الشرق الأوسط سلسلة من التغيرات التي لا مثيل لها ، فكيف سورية التي تبدو كأنها " نقطة باردة " مؤقتة تلعب تأثيراتها بتطور الوضع في الشرق الأوسط؟

لذا ، أجرت في يوم 14/4/2006 مجلة (( حول العالم )) مقابلة صحفية خاصة مع محمد خير الوادي سفير سورية في الصين .
 

" تحاول أمريكا تغيير المعادلة في الشرق الأوسط "

المجلة :

       في الوقت الحاضر ، تعيش منطقة الشرق الأوسط في فترة من التغيرات التي لا مثيل لها وحدثت مؤخرا تغيرات كبيرة في المنبر السياسي للفلسطين واسرائيل فما رأيكم عن كيفية تأثير هذه التغيرات في الوضع الفلسطيني والاسرائيلي في المستقبل ؟

السفير :

       أولا ، لا بد من الايضاح بأن المشاكل الناجمة في هذه المنطقة سببتها اسرائيل . تدعو سورية الى أنه ينبغي لاسرائيل أن تنسحب من الأراضي الفلسطينية المحتلة حسب قرارات الأمم المتحدة . واذا أراد الناس من أن تتطور مسيرة السلام الى الأمام ، فلا يمكن تحقيق ذلك الا أن تلتزم الأطراف المعنية بقرارات الأمم المتحدة فقط ، ولكن المشكلة هي : هل سيوافق الناس العاقلون اذا لا تنسحب اسرائيل من الأراضي الفلسطينية المحتلة ؟

       لقد اتخذت أمريكا موقفا عجيبا فيما يتعلق بمسألة فلسطين واسرائيل . يؤيد بوش ورؤساء الدول الغربية الأخرى الخطة الديمقراطية للشرق الأوسط الكبرى محاولين في ترويج الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط . هذا وحققت فلسطين انتخابها الديمقراطي واختارت حماس لتشكيل الحكومة الجديدة شأنها شأن أورموت هو اختياره الشعب الاسرائيلي ولكن أمريكا لا تعترف بهذا الاختيار من قبل الشعب الفلسطيني بنفسه ، هذا يبين أن أمريكا تمارس المواصفات المزدوجة دائما .

       اني أرى أن هذا  الموقف الذي اتخته أمريكا واسرائيل قد تسد فعلا طريق السلام في الشرق الأوسط لأن السلام في الشرق الأوسط لا يمكن تحقيقه الا بالجهود المشتركة التي بذلها الطرفان للصراع ، وان موقف الحكومة الجديدة الاسرائيلية لهو مهم جدا ولا يعترفون بحقوق الشعب الفلسطيني ولا بالحكومة الجديدة الفلسطينية ، ولا ينفذون بالقرارات المتعلقة التي أجازها مجلس الأمن ، لذا ، فان طريق السلام بين فلسطين واسرائيل في المستقبل طويل .

 المجلة :

       صرح مؤخرا مبارك الرئيس المصري بأن العراق قد تورطت في الحرب الأهلية ، فهل ترى حسب تحليلكم أن العراق قد وقعت في الحرب الأهلية أم لا ؟ وما هو الدور الذي تأمل سورية في لعبه في مسألة العراق ؟

السفير :

       فيما يتعلق بالوضع في العراق ، فشلت أمريكا في العراق . تؤيد سورية وحدة العراق وسلامة أراضيها ويعارض موقفنا ضد تدخلات القوى الأجنبية فيجب على الجيش الأمريكي أن يضع في الحال جدولا زمنيا ملموسا لانسحابه من العراق . ونثق بأن الشعب العراقي والقوى السياسية الوطنية العراقية يمكنهم لادارة شوون بلادهم بدون تدخل القوي الاجنبية . ان توتر الوضع العراقي ليس صالحا في تحقيق استقرار المنطقة كلها . ولا تأمل سورية في حدوث حرب أهلية في العراق ونرى أن وعي الشعب العراقي سيحول دون أن تنزلق الأوضاع في العراق الى حرب أهلية . وتدعو سورية الى حل مشكلة العراق عن طريق الحوار الوطني وبالموقف المسؤولي والجدي ونأمل من صميم  قلوبنا في أن تحقق في العراق أمانة واستقرار ولكن الاحتلال الأجنبي قد منع كل المشكلة ، لذلك ، ندعو الى أن تتوقف التدخلات الأجنبية في الحال .

المجلة :

       شهد الوضع في لبنان تغيرات كبيرة أيضا ، وأنفى مؤخرا الرئيس بشار الأسد هناك علاقة بين الحكومة السورية وبين قضية اغتيال الحريري رئيس الوزراء اللبناني السابق مرة أخرى فكيف ترى العلاقات فيما بين سورية ولبنان في المستقبل ؟

السفير :

       تحاول أمريكا في تغيير معادلة منطقة الشرق الأوسط باستخدام مشكلة لبنان . فشلت أمريكا في العراق ، فيريدون باستخدام مشكلة لبنان لفرض الضغوط على سورية . وقدمت سورية  لسنوات عديدة مساعداتها المهمة للبنان فساعدت لبنان على اعادة بنائه ، وتساند سلامة سيادة لبنان وتعارض الدول الأجنبية لتدخل في شؤونه الداخلية . وندعو الى حل المشاكل عن طريق الحوار وستتعاون مع لجنة التحقيق الدولية لكشف عن حقيقة اغتيال الحريري ليرى من اغتال الحريري في التحليل النهائي . ان اغتيال الحريري يعتبر خسارة لسورية أيضا .
 

" ظهور شعور جديد ضد أمريكا في منطقة الشرق الأوسط "

المجلة :

       أشار المحللون الى أن منطقة الشرق الأوسط تعيش في دورة ثانية من المد الوطني وكيف تعليلكم ؟

السفير :

       أنا أوافقك الرأي ، ان الشرق الأوسط  يتعرض لأحداث وتغييرات كبيرة، اثرت بشكل أساسي على بنية القوى السياسية في المنطقة وقد تعثر مسيرة السلام . اثر تخلى أمريكا عن دورها كراعي لعملية السلام في الشرق الأوسط وانحياز واشنطن الى جانب اسرائيل يضاف لذلك تفاعلات الاحتلال الأمريكي للعراق ومحاولة أمريكا باستثمار الوضع في لبنان للضغط على سورية والشيء الواضح للعيان أن السياسة الأمريكية قد اغرمت منطقة الشرق الأوسط بالمزيد من موجات التوتر والعنف . ثم ، ان الموقف المزدوج الذي اتخذته أمريكا ازاء بعض الدول العربية واعفاء اسرائيل من تنفيذ عشرات قرارات مجلس الأمن ، وكذلك الضجة التي أثيرت حول البرنامج النووي لايران واغماض العين حول الأسلحة النووية الاسرائيلية ، هذا كله وسع موجة العداء الشعبي والرسمي لأمريكا في المنطقة وساعد على ظهور مزاج شعبي في الشرق الأوسط يدعم كل الحركات والسياسات المعادية لأمريكا .

       الشيء العجيب ان أمريكا لم تتعظ من احقاق سياستها ازاء المنطقة بل استمرت في ممارسة استراتيجيتها الخاطئة تحت شعارات احلال الديمقراطية والاستقرار في الشرق الأوسط . والدليل على ذلك هو موقف واشنطن من فوز حماس عبر انتخابات ديمقراطية نزيهة .

 المجلة :

       تحدثتم عن البرنامج النووي لايران الذي يجذب أنظار العالم . ونعلم أن الرئيس الايراني السابق رافسنجان قد زار سورية مؤخرا ، فكيف ترى سورية مشكلة البرنامج النووي الايراني ؟

السفير :

       ان موقف سورية يتمثل في تحقيق لاسلاح نووي في منطقة الشرق الأوسط وندعو الى أنه من حق كل الدول أن تستخدم الطاقة النووية بغرض السلام . وتطلب أمريكا والدول الغربية من أنه يجب على البحوث النووية الايرانية أن تجرى تحت مراقبة المجتمع الدولي ، ولكنهم اتخذوا موقفا معاكسا تماما بالنسبة الى اسرائيل . نحن نؤيد الحل السلمي لمشكلة البرنامج النووي الايراني  وضد استخدام القوة المسلحة وضد العقوبات على ايران .

المجلة :

       لقد نشرت مؤخرا وسائل الاعلام الرئيسية للدول الغربية نبأ بأن أمريكا تستعد للقيام بالهجوم العسكري على المنشآت النووية في ايران ، فما تعليقكم ؟

السفير :

       اذا شنت أمريكا هجوما ضد ايران ، سترتكب اخطر أخطاء مما ارتكبت في العراق . ذلك لأن مساحة ايران 4 أضعاف لمساحة العراق تقريبا . اننا نعارض ضد استخدام القوة العسكرية .
 

" تلعب الصين دورا بناء في منطقة الشرق الأوسط "

المجلة :

       غيرت مؤخرا الصين مبعوثها الخاص بقضايا الشرق الأوسط . وما هو الدور الذي ينبغي للصين أن تلعب به في منطقة الشرق الأوسط ؟

 السفير :

       ان الصين تلعب الآن دورا بناءا في منطقة الشرق الأوسط ، فدائما ما تدعو الصين الى تنفيذ القرارات المتعلقة للأمم المتحدة واحترام حقوق الشعب العربي ، وتدعو الى مبدأ السلام مقابل الأرض . لقد تلقى موقف الصين هذا تقديرا وثناءا من قبل جميع الدول العربية ، ونشكر للصين باتخاذها هذا الموقف في هذا المجال شكرا كثيرا . لقد غيرت مؤخرا الحكومة الصينية مبعوثها الخاص بقضايا الشرق الأوسط . ويبين هذا ان الصين تريد أن تلعب بأهم دورها في منطقة  الشرق الأوسط .

       لقد زار الشرق الأوسط مرارا وانغ شي جيه المبعوث الخاص السابق للصين وبذل جهوده الكبيرة لدفع تحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وتلقى تعاونا وتنسيقا من قبل جميع الدول العربية .

       ونقدر الجهود التي بذلتها الحكومة الصينية للدفاع عن السلام في منطقة الشرق الأوسط .

المجلة :

       في الظروف الدولية المعقدة في الوقت الحاضر ، فكيف تعليقكم للعلاقات الصينية السورية ؟

السفير :

       كما قلت ، فان الوضع الدولي يتغير ويضطرب ولكن مهما يكن الأمر، فان العلاقات بين سورية والصين مستقرة دائما . ونرتضي بالعلاقات بين بلدينا رضاءا تاما، خصوصا العلاقات السياسية بين البلدين .

       سورية والصين دولتان صديقتان ، تتبادلان التأييد سياسيا . فتؤيد الصين سورية لاعادة أراضيها المحتلة عام 1966 ودائما ما تتخذ سورية سياستها المتمثلة في " الصين واحدة " . وتطابق موقف بلدينا لصيانة السلام العالمي ووجهات النظر لبلدينا فيما يتعلق بالنقاط الساخنة الدولية متقاربة أيضا وخصوصا موقف بلدينا فيما يتعلق بالنسبة للهيمنة الدولية متفقة . وتدعو كل من بلدينا الى تساو الدول مهما تكن كبيرة وصغيرة والى اقامة النظام الدولي الجديد.

       ان تطور العلاقات الاقتصادية بين البلدين ممتاز أيضا وشهدت العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين تطورا سريعا بعد زيارة الرئيس بشار الأسد للصين . وتوجد الآن أكثر من 100 شركة صينية تعمل في سورية وازداد عدد السواح بين البلدين بعد أصبحت سورية من مقاصد الشعب الصيني للسياحة في سورية . ويوجد مئات طلاب سوريين ليدرسوا في الصين وكذلك يدرس عدد كبير من الطلاب الصينيين في سورية . اننا سوريين نعتبر الصين باعتبارها دولة صديقة .

 

sanlitun Dongsijie No.6 - 100600 Beijing - China

Tel: 10-65321372

Fax: 10-65321575

[email protected]