حديث السيد الرئيس بشار الأسد لشبكة السي.إن.إن

أدلى السيد الرئيس بشار الأسد بحديث شامل إلى شبكة  /السي ان ان/ الامريكية

 أجرته السيدة /كريستيان أمانبور/
 


وفيما يلي نص الحديث..

السيدة أمانبور: نرحب بكم في العاصمة السورية دمشق حيث ينضم إلينا السيد الرئيس بشار الأسد في أول مقابلة تلفزيونية دولية، وبالتأكيد أول مقابلة تلفزيونية مع شبكة أمريكية.  وتأتي هذه المقابلة في وقت يزداد فيه التوتر بين الولايات المتحدة وسورية واحتمال ازدياد هذا التوتر بين سورية وجيرانها الإقليميين بانتظار نشر التقرير الناجم عن تحقيق الأمم المتحدة في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.  للحديث عن كل هذا ينضم إلينا السيد الرئيس بشار الأسد.  شكراً لكم سيادة الرئيس.
 
السيد الرئيس: أهلاً وسهلاً بكم في سورية.
 
السيدة أمانبور: الولايات المتحدة غاضبة جداً منكم ومن حكومتكم وتتهمكم بتسهيل عمل وتقديم ملاذ آمن للمتمردين في العراق وتلجأ الآن إلى دعمهم بشكل فعال.  ماذا ستفعلون لوقف كل هذا؟ وقف المتمردين من العبور إلى العراق؟
 
السيد الرئيس:  هذا غير صحيح، هذا خاطئ تماماً.  هناك وجوه متعددة  لهذه المشكلة الناحية الأولى أن ما من بلد في العالم يمكن أن يتحكم بكل حدوده بشكل كامل.  مثال على ذلك الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.  وقد أخبرني العديد من المسؤولين الأمريكيين أنهم لا يستطيعون التحكم بحدودهم مع المكسيك لكن ينتهون بالطلب إلينا أن نتحكم بشكل كامل بحدودنا مع العراق.  هذا مستحيل وقد أخبرت السيد باول في اللقاء الأول معه بعد الحرب.  قلت له أنه من المستحيل التحكم بالحدود.  وقد طلبنا بعض المساعدات التقنية.  على أية حال، لقد قمنا بالعديد من الخطوات لضبط حدودنا ليس بشكل كامل كما قلت لكننا اتخذنا العديد من الخطوات.  ونحن ندعو أي وفد دولي أو من الولايات المتحدة لزيارة حدودنا وليروا الخطوات التي اتخذناها ولينظروا إلى الجانب الآخر لكي يروا أنه ليست هناك أية إجراءات تتخذ على الجانب الآخر من الحدود وليس هناك أي عراقيين أو أمريكيين.
 
السيدة أمانبور: لكن كل الناس الذين تحدثت إليهم، بما في ذلك القادة العسكريين على الأرض، قالوا أن معظم المتمردين الأجانب أو العراقيين يدخلون إلى العراق عبر سورية.  لماذا لا تستطيع قواتكم التفتيش من بيت إلى بيت؟ لماذا لا تستطيع وقف كل هذه العمليات وإقفال الحدود نهائياً؟
 
السيد الرئيس: كما قلت، يستحيل على أي بلد أن يغلق حدوده تماماً لكن العديد من المسؤولين قدروا العدد بـ 1000 إلى 3000   متمرد أو ما يسمونهم بالإرهابيين.  السبب في هذا هو الفوضى في العراق وليس الحدود.  علينا أن نكون صريحين تماماً بهذا الشأن.  المشكلة هي مشكلة سياسية وليست مشكلة حدود مع سورية.  عندما يكون هناك فوضى فإنها تشكل أرضاً خصبة للإرهابيين.  هذه هي المشكلة. 
 
السيدة أمانبور: هل لي أن أسألكم عن رأيكم بالتمرد.  هل تعتقدون أنه شيء سيء؟ هل تريدون لهذا التمرد أن يتوقف؟
 
السيد الرئيس: بصرف النظر عما تريده الولايات المتحدة، فإن من مصلحتنا في سورية أن يكون العراق مستقراً.  وعندما يكون هناك تمرد أو عمليات إرهابية أو أشياء من هذا القبيل، سيكون هناك مزيد من الفوضى وهذا سيؤدي إلى تقسيم العراق.  وهذا يؤثر على سورية بشكل مباشر لأن هذا معدٍ.  إذاً من وجهة نظرنا علينا أن نساعد العراقيين على تحقيق الاستقرار، لكن علينا أن نميز بين التمرد والعراقيين اللذين يقاتلون القوات الأمريكية والبريطانية.  هذان أمران مختلفان تماماً.  أنا أتحدث عن الأشخاص الذين يقتلون العراقيين، هؤلاء من نسميهم نحن الإرهابيين.  نحن ضد هؤلاء بشكل كامل.
 
السيدة أمانبور: الولايات المتحدة، وأعتقد أن نائب وزير الخارجية ريتشارد أرميتاج، قبل حوالي العام، زاركم وأعطاكم قائمة من أسماء الأشخاص الذين يشتبهون بأنهم يقودون التمرد العراقي من هنا من سورية.  لماذا لم تعتقلوهم؟
 
السيد الرئيس: لقد عثرنا على واحد فقط من هذه الأسماء وأخبرنا الأمريكيين بذلك.  وهذا الشخص غادر سورية إلى العراق وتم اعتقاله في العراق من قبل قوات الشرطة العراقية.  إذاً نحن عثرنا على شخص واحد.  المشكلة أنهم لا يقدمون لنا معلومات دقيقة.
 
السيدة أمانبور:  هل كان ذلك الشخص هو الأخ غير الشقيق لصدام حسين؟
 
السيد الرئيس: نعم كان هذا هو الشخص الوحيد الموجود في سورية ولا أحد غيره.
 
السيدة أمانبور: لماذا أوقفتم، طبقاً لسفيركم في واشنطن، التعاون الاستخباراتي مع الولايات المتحدة؟
 
السيد الرئيس: لكن أن يكون هناك تعاون أمني وبنفس الوقت تكون النتائج السياسية معاكسة والمزيد من الهجوم على سورية من قبل الإدارة الأمريكية هذا من جانب.  من جانب آخر نتيجة ضعف التحليل والمعرفة في المنطقة من قبل الأجهزة الأمريكية في كثير من الحالات أخذ هذا التعاون الأمني يعطي تأثيراً سلبياً على مصالح سورية وفقدنا الثقة كأجهزة أمنية سورية وأمريكية فأوقفنا التعاون ولكن هناك محاولات لإعادة التعاون مؤخراً من خلال بعض الوساطات من قبل دول عربية ودول أجنبية قلنا لا مانع لكن بوجود طرف ثالث ذهبت هذه الدول أو الجهات العربية وغير العربية لتقول للأمريكيين ماذا تريدون من سورية وحتى الآن لم يأتينا الجواب.
 
السيدة أمانبور: ما هي شروطكم لمساعدة الولايات المتحدة؟ وهل أنتم مستعدون لمساعدة الولايات المتحدة؟
 
السيد الرئيس: تعنين في العراق؟ 
 
السيدة أمانبور: نعم.
 
السيد الرئيس: حتما.  ليس لدينا أية مشكلة وقد قلنا ذلك علناً.  هم يتحدثون عن عراق مستقر، ونحن لنا مصلحة مباشرة في عراق مستقر.  يتحدثون عن عراق موحد، ونحن لنا مصلحة مباشرة في عراق موحد.  يتحدثون عن دعم العملية السياسية، ونحن لنا مصلحة في ذلك، لأن هذا يساعد في تحقيق الاستقرار.  وهكذا فليس هناك خلافات نحن لا نعلم ماذا يريدون بالتحديد، أعتقد أنهم لا يعرفون ماذا يريدون. 
 
السيدة أمانبور: ما يريدونه هو توقف التمرد.  هناك الكثير من الحديث عن احتمال قصف الولايات المتحدة لملاجئ ومعاقل المتمردين داخل سورية.  هل حدث ذلك؟
 
السيد الرئيس: لا.
 
السيدة أمانبور: إذا حدث ذلك، هل ستعتبرون ذلك عملاً عدائياً؟ وهل ستردون على ذلك بالمثل؟
 
السيد الرئيس: سنتعامل مع كل حالة في وقتها.  لا نستطيع أن نحدد كيف نتعامل مع كل حالة.  من الصعب أن أجيب على سؤال افتراضي الآن.  ولكن لن يجدوا موقعاً من هذا النوع ليقصفوه في سورية.  لا يوجد لدينا مثل هذه المعسكرات ونحن أساساً نحارب الإرهاب منذ السبعينيات ومؤخراً لدينا أحداث من خلال صدامات بين أجهزة الأمن وبين هؤلاء الإرهابيين في سورية.  هذه حالة عامة سببها الفوضى في العراق.
 
السيدة أمانبور:  سيادة الرئيس، تعلمون أن هناك الكثير من الحديث عن تغيير النظام في سورية على يد الولايات المتحدة.  إنهم يبحثون بنشاط عن قائد سوري جديد.  إنهم يمنحون تأشيرات الدخول لشخصيات من المعارضة السورية.  يتحدثون عن عزلكم دبلوماسياً وربما إحداث انقلاب أو انهيار النظام.  ما هي أفكاركم حول هذا الموضوع؟
 
السيد الرئيس: أشعر بثقة كبيرة لسبب واحد لأنني صنعت في سورية وليس في الولايات المتحدة،  ولذلك فأنا لست قلقاً.  هذا قرار سوري ويجب أن يتخذه الشعب السوري وليس أي أحد آخر في هذا العالم.  ولذلك فنحن لا نناقش هذا الموضوع  في سورية وأنا لا أقدم أي رأي عن رأي الشعب السوري فيما يتعلق بهذه القضية.
 
السيدة أمانبور: ماذا سيحدث في رأيكم إذا وجد بديل لكم؟ ومن هو هذا البديل؟
 
السيد الرئيس: يمكن أن يكون أي سوري، أي سوري وطني.  ولدينا الكثير من هؤلاء.  أنا لست الشخص الوحيد الذي من حقه أن يكون رئيساً لدينا الكثير من السوريين ولذلك ليس لدي أية مشكلة في ذلك.  لكن لن يُسمح لأي سوري أن يصبح رئيساً لسورية إذا كان مصنوعاً في أي مكان خارج حدود سورية.  هذا مبدأ سوري.
 
السيدة أمانبور: وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس قالت إذا لم يحدث تغيير النظام فليكن تغيير السلوك.  يريدونكم أن تغيروا سلوك الحكومة السورية.  أحد القضايا التي يريدون تغييرا بشأنها فهي حالة التمرد.  وقالت سنرى إذا كانت الحكومة السورية تتمتع بالذكاء الكافي للسير في ذلك الاتجاه.
 
السيد الرئيس: لم يقولوا في أي اتجاه يجب أن نغير سلوكنا، أن نفعل ماذا.  إنهم يتحدثون فقط عن موضوع الحدود وهذا غير صحيح.  هل يمكنك تلخيص سلوك بلد من خلال قضية حدودية وهي قضية ليست ذات شأن وهي ليست المشكلة الحقيقية.  المشكلة الحقيقية ماذا عن عملية السلام في منطقتنا؟ هذه هي المشكلة.  نحن مهتمون بتحقيق السلام لكنهم غير مهتمين.  هذه الإدارة غير مهتمة بتحقيق السلام .  نحن مهتمون بعراق أكثر استقراراً بينما هم يتحدثون فقط عن الاستقرار غير أن الأخطاء التي يرتكبونها يومياً تعطي نتائج عكسية.  هذا هو الاختلاف بين سورية والولايات المتحدة.  إذاً هل ندعم مزيداً من الأخطاء أم لا؟ هذا هو السؤال.  يجب أن يكونوا أكثر تحديداً.
 
السيدة أمانبور: سنتحدث بعد الاستراحة عن العزلة المتزايدة المفروضة على سورية.
 
السيدة أمانبور: نرحب بكم مرة أخرى حيث نتابع حديثنا مع السيد الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية. السيد الرئيس ليس لديكم مشاكل فقط مع الولايات المتحدة في هذه الفترة، بل يبدو أن مشكلتكم مع العالم بأسره.  كما تعلمون فبعد أسبوعين سينشر تقرير لجنة التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري وهناك مصادر أمريكية مطلعة تقول أن سورية متورطة في ذلك.  هل أنتم مستعدون للعزلة والضغوط التي ستفرض على سورية إذا قال هذا التقرير أن مسؤولين سوريين أو مسؤولين رفيعي المستوى مسؤولون عن هذه الجريمة؟
 
السيد الرئيس: أنت قلت ذلك ولكننا لا نعاني من العزلة وعلاقاتنا حتى الآن جيدة جداً مع كل بلدان العالم وأعتقد أن معظم بلدان العالم تعلم أن سورية غير متورطة في تلك الجريمة لسببين السبب الأول هذا ضد مبادئنا والسبب الثاني أن هذا ضد مصالحنا.  ومن ناحية أخرى رفيق الحريري كان دائماً داعماً للدور السوري في لبنان ولم يكن يوماً ضد هذا الدور وهكذا ليس هناك منطق في تورط سورية أو وضع اسم سورية في هذه الجريمة.  نحن حتى الآن واثقون جداً وقد استقبلنا لجنة التحقيق قبل أسبوعين وقد كنا متعاونين جداً.  ونحن أكثر ثقة بعد المقابلات التي أجرتها اللجنة في سورية والتي أوضحت أن سورية بريئة تماماً ليس لسورية أي علاقة بهذه الجريمة.
 
السيدة أمانبور: رغم ذلك لابد أنكم سمعتم بالتوقعات بأن سورية قد تتهم.  إذا ثبت أن سورية متورطة وإذا وردت أسماء أي مسؤولين سوريين كمشتبه بهم هل ستسلمونهم لمحكمة دولية؟
 
السيد الرئيس: بالنسبة لهذه القضية إذا كان فعلاً هناك شخص سوري متورط فيها فهو يعتبر في القانون السوري خائن ويعاقب بأشد العقوبات وهذه خيانة ومن الطبيعي أن نحاكمه أو أن يحاكم في مكان آخر هذا موضوع آخر لكني أتحدث عن ثقتنا بأن سورية غير منغمسة وبنفس الوقت حتى الآن لا يوجد آي دليل مادي على تورط سورية بأي اتجاه ونحن مطمئنون لهذا الشيء لا يوجد أي دليل مادي.
 
السيدة أمانبور: دعني أتأكد مما قلت إذا كان هناك أي سوريين متورطين، فستسلمهم لمحاكمة دولية؟ 
 
السيد الرئيس: إذا كانوا متورطين فيجب أن يعاقبوا دولياً أو سورياً حتى لو لم يعاقبوا دولياً فسيعاقبون في سورية.
 
السيدة أمانبور: السيد الرئيس كما قلت، يعتقد بعض الناس أن سورية مسؤولة.  هل من الممكن أن تكونوا قد أمرتم باغتيال رئيس الوزراء اللبناني؟
 
السيد الرئيس: هل لك أن تكرري السؤال.
 
السيدة أمانبور: هناك من يعتقد – ومن المحتمل أن يقول تقرير لجنة التحقيق ذلك – أن سورية وراء عملية اغتيال رئيس الوزراء الحريري.  هل يمكن أن تكونوا قد أمرتم بعملية الاغتيال هذه؟
 
السيد الرئيس: هذا ضد مبادئنا وضد مبادئي شخصياً وأنا لا يمكن أن أقوم بعمل كهذا في حياتي.  ماذا نحقق؟، أعتقد أن ما حدث استهدف سورية استهدف سمعتنا وعلاقتنا باللبنانيين وعلاقتنا بالعديد من بلدان العالم فلن نقوم بذلك لأن هذا ضد مبادئنا وضد مصالحنا وضد مبادئي شخصياً ولن أقوم بعمل كهذا هذا مستحيل.
 
السيدة أمانبور: إذا كان هناك سوري أو العديد من السوريين متورطين؟  هل كان يمكن لجريمة كهذه أن ترتكب من قبل مسؤولين سوريين دون علمكم؟
 
السيد الرئيس: لا أعتقد ذلك لكن إذا حدث ذلك فهو خيانة. 
 
السيدة أمانبور: كيف سمعتم للمرة الأولى بعملية الاغتيال؟
 
السيد الرئيس: من الأخبار كنت في مكتبي.
 
السيدة أمانبور: كما تعرفون هناك شهود قالوا بأنه خلال واحدة من زيارات السيد الحريري الأخيرة إلى دمشق تعرض للتهديد من قبلكم ما لم يؤيد التمديد لرئاسة أميل لحود وهو صديق لسورية.  هل هددتموه؟
 
السيد الرئيس: هذا افتراض آخر غير قانوني أولاً ليس من طبعي أن أهدد أحداً أنا شخص هادئ وصريح لكني لا يمكن أن أهدد أحداً.  الثانية كما قلت فالتهديد يتعلق بالتمديد ويقولون أن السوريين هددوه ثم قتلوه. لماذا نقتله اذا كان قد فعل ما أرادت سورية، هو لم يفعل أي شيء ضد سورية إذا كنا قد أردنا التمديد فقد ساعد سورية في التمديد فلماذا نؤذيه أو نقتله هذا ليس منطقياً على أي حال أنا لم أفعل ذلك ولا يمكن أن أفعل ذلك.
 
السيدة أمانبور: كما تعلمون فإن ابن السيد الحريري سعد الحريري قاد تحالفاً ديمقراطياً وانتصر في الانتخابات البرلمانية الأخيرة في لبنان.  رغم ذلك فهو يعيش الآن في باريس، وقد قال بأنه يخشى أن يكون هناك مؤامرة لاغتياله.  هل يجب أن يخاف سعد الحريري أو أي أشخاص آخرين حتى أولئك الذين يتحدثون ضد سورية،  صحافيين مثلاً  أن تقوموا بأي شيء ضدهم؟
 
السيد الرئيس: لا، قطعاً، لا ليس لدينا هذا التاريخ في الاغتيالات في سورية ولذلك يجب أن لا يقلقوا بهذا الشأن لكن السؤال ما هي المعلومات التي لديهم ومن نقل إليهم هذه المعلومات بأنهم مهددون هذا ما حدث لرئيس الوزراء الحريري قبل أيام من اغتياله – قرأنا ذلك في الصحف - أن أكثر من مسؤول غربي حذره بأن هناك خطة لقتلك.  أية خطة يجب أن نعرف قد يكون أحدهم قد مرّر نفس المعلومات في هذه الحالة لهذا الشخص.
 
السيدة أمانبور: بعض الناس يقولون صحيح أنك الرئيس لكن قد لا تكون مسيطراً على هذه المسائل قد لا تكون في مركز الأشياء.  هل هذا ممكن؟
 
السيد الرئيس: لكنهم يقولون في نفس الوقت أني ديكتاتور.  عليهم أن يختاروا لا يمكن أن يكون المرء ديكتاتورا وأن لا يكون مسيطراً على الأمور.  إذا كان المرء ديكتاتوراً فهو يسيطر على كل الأمور.  وإذا لم يكن يسيطر على كل الأمور فهو ليس ديكتاتوراً أنا لست الأول ولا الثاني لدي سلطاتي بحكم الدستور السوري لكن في نفس الوقت لا يكفي أن يكون للمرء سلطات يجب أن يكون هناك حوار مع أوسع دائرة ممكنة من الناس لاتخاذ القرار وهذه هي طريقتي في العمل.
 
السيدة أمانبور: ما هي تصوراتك لما بعد أسبوعين، سيصدر هذا التقرير إذا حدث الأسوأ بالنسبة لسورية أي أن سورية متورطة ماذا سيحدث لهذا البلد؟ سيكون هناك عقوبات ستزداد عزلة هذا البلد.  كيف سيعيش هذا البلد؟
 
السيد الرئيس:  هذا يعتمد على الدليل.  إذا كان هناك أي دليل فسندعم أي إجراء هذا مؤكد أما إذا كان الأمر لعبة سياسية وليس هناك دليل إذا كانوا يبحثون عن سبب لعزل سورية فما الذي سيحققونه بعزل سورية لا شيء.  ما الذي يمكن أن يفعلوه بشأن العديد من القضايا في الشرق الأوسط حيث لسورية دور جوهري في حلها.  نحن لنا دور جوهري.  لا يمكنهم عزل سورية، إن عزل سورية يؤدي إلى عزلهم عن الكثير من القضايا في الشرق الأوسط ولذلك فنحن لسنا قلقين بهذا الشأن،  نحن قلقون من لعبة سياسية أو من التأثير السياسي على التقرير.  إذا نحن واثقون أنه إذا كان التقرير مهنياً وموضوعياً فهو سيقول أن سورية غير متورطة وإلا فنحن نعتقد بأنه ستكون هناك ضغوطاً سياسية على التقرير لإعطاء نتيجة مغايرة لاتهام سورية دون أي دليل.  هذا ما يقلقني.
 
السيدة أمانبور: سنأخذ استراحة قصيرة أخرى وعندما نعود سنتحدث عن القضايا الإقليمية،  سورية وإسرائيل واحتمالات السلام والإصلاحات الداخلية في سورية.
 
السيدة أمانبور: أهلاً بكم مرة أخرى حيث ينضم إلينا الرئيس السوري بشار الأسد.  لقد تحدثتم عن القضايا الإقليمية إذا عدنا إلى عام 2000  كان هناك فرصة لتحقيق السلام بين سورية وإسرائيل أغلقت تلك النافذة  والآن وبعد خمس سنوات ونصف لا يبدو أن هناك فرصة أخرى.  ما الذي يجب أن يحدث حتى يتحقق السلام بينكم وبين اسرائيل؟
 
السيد الرئيس: دعيني أبدأ من مذكرات الرئيس كلينتون الذي ذكر أن جولة مباحثات شيبرد تاون وقال أن سورية كانت مستعدة لانجاز السلام وأنه كان ممكن التحقق غير أن باراك لم يستطع تقديم ما عليه.  وهكذا فنحن مستعدون في عام 2000 وكنا مستعدين في عام 1991 عندما أطلقت العملية السلمية في مدريد ونحن لا زلنا مستعدين.  نحن لم نتغير في سورية، الذي تغير شيئان: الادارة الأمريكية تغيرت والحكومة الإسرائيلية.  الإدارة الأمريكية كما سمعت من مسؤوليها، قد يكون السيد باول، وكما سمع العديد من المسؤولين العرب والأوروبيين من مسؤولي الإدارة الأمريكية وبعضهم سمع من الرئيس بوش أن السلام  ليس أولوية بالنسبة لهم الآن  في نفس الوقت نحن لا نعتقد بأن هذه الحكومة الإسرائيلية جادة بشأن عملية السلام.  وهكذا فنحن لا نرى في المستقبل القريب أي أمل، لكن على المدى الطويل لا بد أن يتحقق السلام.  ليس هناك خيار آخر.
 
السيدة أمانبور: في كل مرة يطرح هذا الموضوع علينا أن نسألكم عن المجموعات الفلسطينية الرافضة أو ما يسمى بالفلسطينيين المتطرفين الذين لا يعتقدون بالعملية السلمية والذين يتهمون بالإرهاب ولديهم قواعد هنا، هل ستغلقون هذه القواعد؟
 
السيد الرئيس: لدينا في سورية نصف مليون فلسطيني ولديهم ثمان منظمات سياسية تعمل منذ عقود هناك شخصان طردا من الأراضي الفلسطينية وقدما إلى سورية ومن الغير المسموح لهم العودة إلى أراضيهم الشيء الطبيعي هو أن يعودوا إلى أراضيهم كل هذه المنظمات تعمل في سورية على أساس سياسي ولا تستطيع القيام بأي شيء آخر يجتمع قادتها بشرائح من الشعب الفلسطيني في سورية ويعبرون عن مواقفهم السياسية.  أما فيما يتعلق بهاتين المنظمتين فليس لديهما أعضاء في سورية ليس لها أية تنظيمات أو مكاتب هناك عدد قليل من القادة الذين طردوا من أراضيهم وأتوا إلى سورية.  إذاً ليس لديهم مكاتب إنهم يعيشون في منازل ويجتمعون مع أبناء شعبهم.  فعندما يقولون إغلاق هذه المنظمات ماذا نغلق، نغلق منازلهم يمكنهم الانتقال إلى منازل أخرى وهم يعيشون حياة طبيعية ويلتقون بالناس لكنهم لا يقومون بأي أعمال في الأراضي الفلسطينية من سورية.
 
السيدة أمانبور: أود أن أسألكم عن الإصلاحات الداخلية في سورية.  عندما أصبحتم رئيساً بسبب الحادث المأساوي الذي حدث لأخيكم يعني أصبحتم رئيساً بالصدفة لسورية وعقدت الناس آمالاً كباراً عليكم كنت شاباً ووجها جديداً وكان هناك لحظة ظهر فيها ربيع دمشق وازدهر الإصلاح وحصل بعض التقدم على صعيد الديمقراطية ثم توقف كل شيء.  الآن وبعد مؤتمر الحزب هذا الصيف بدأتم من جديد.  رغم ذلك يقول الناس أن هذا غير كاف.    ما هي مخططاتكم بهذا الشأن؟.
 
السيد الرئيس: دعيني أولاً أعلق على موضوع الرئيس بالصدفة.  لا  أستطيع أن أقبل ذلك لأننا بهذا نتجاهل رأي الشعب السوري لأن الشعب هو الذي اختارني رئيساً إذاً لم يحدث ذلك بالصدفة بل جاء نتيجة لإرادتهم.  ثانياً عندما تسألينني عن مخططاتي عليك أن تسألينني إذا ما كنت أمتلك كل المتطلبات والجواب لا لأن هناك عوامل عديدة منها الداخلي ومنها الخارجي.  العوامل الداخلية تتمثل في الإرادة والتاريخ والتقاليد والأهداف وعوامل أخرى.  العوامل الخارجية تتعلق بعملية السلام والاستقرار في المنطقة ما يحدث في العراق والدعم الذي نحظى به من الدول المتقدمة في إصلاح البلاد لأن الإصلاح ليس فقط إصلاحاً سياسياً يجب أن يكون سياسياً واقتصادياً وتقنياً وكل الجوانب الأخرى.  نحن لا نتحكم بكل هذه النواحي ولهذا لدينا العديد من العقبات التي تمنعنا من التقدم.  عندما نتحدث عن سرعة تنفيذ هذه الخطة لا يمكن أن تنطلقي بسرعة كبيرة في سيارة قديمة فأنت بحاجة لسيارة جديدة ما هي المقومات التي لديك يجب أن يكون هناك مقومات تشكل القاعدة التي نبني عليها.  ما لم تكن هذه الدعامات قوية فسينهار البناء. هذه الدعامات تتعلق بالتاريخ والعوامل الأخرى التي ذكرتها.
 
السيدة أمانبور: لكن هل أنتم ملتزمون بالإصلاح؟
 
السيد الرئيس: بالتأكيد نحن لسنا كاملين،  لا أحد كامل إننا نتقدم بثبات وإصرار لكن ربما ليس بسرعة كبيرة لكننا ثابتين وملتزمين، ليس فقط الحكومة بل معظم الشعب يؤيد هذه العملية.  لكن لا زال الطريق أمامنا طويلاً.  هذا لا يعني أننا لم نقم بشيء.  لقد قمنا بالكثير.  لقد بدأنا مؤخراً بدراسة قانون حديث لتعدد الأحزاب.  لدينا أحزاب متعددة في سورية لكننا نتطلع إلى قانون أكثر انفتاحاً.  أصبح  لدينا جامعات خاصة خلال العامين الماضيين.  أصبح لدينا وسائل إعلام خاصة ومدارس خاصة ومصارف خاصة.  لقد حققنا الكثير خلال السنوات الخمس الماضية.  بالنسبة لي لا أعتقد أن هذه العملية بطيئة إنها سريعة لكننا نريد دائماً أن نسير بسرعة أكبر وهذا طبيعي ونريد أن نحقق المزيد هذا طموح طبيعي.
 
السيدة أمانبور: سؤال أخير أنا أجلس هنا وأشعر بأننا سندخل مرحلة عصيبة بين سورية وبقية العالم.  هل لديك نفس الشعور؟
 
السيد الرئيس: لا ليس مع كل العالم لأن الولايات المتحدة وبعض البلدان الأخرى لا تمثل كل العالم، إنها تمثل نفسها.  لدينا علاقات جيدة مع كل بلدان العالم، لدينا حوار جيد وهم يفهمون موقفنا بشكل جيد ويعرفون وجهة نظرنا حول القضايا المختلفة وليس لدينا أية مشكلة.
 
السيدة أمانبور: رغم ذلك كان هناك بعض التوتر بينكم وبين السعودية وبينكم وبين مصر.  هناك الكثير من التوتر الإقليمي قد تكون إيران هي صديقكم الوحيد الآن.
 
السيد الرئيس: لا هذا غير صحيح لقد كنت في مصر قبل أسبوعين وعلاقاتي جيدة مع الرئيس مبارك وهم يدعمون سورية.  ولدي علاقات جيدة جداً  مع الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية وهو يدعم سورية أيضاً.  لكن أحياناً يظهر أننا لا نلتقي كثيراً هذا لا يعني أن علاقاتنا سيئة.
 
السيدة أمانبور: اتخذ والدكم قراراً استراتيجياً عام 1991 بدعم الرئيس جورج بوش الأب في حرب الخليج الأولى ضد صدام حسين.  لماذا لم تقم بفعل نفس الشيء هذه المرة؟
 
السيد الرئيس: لا.  الرئيس حافظ الأسد لم يدعم الرئيس بوش بل دعم تحرير الكويت وهذا هو الفرق فلو أيدت أنا هذه الإدارة لكنت أيدت احتلال العراق.  نحن ضد الحرب بشكل عام لأن الحروب تخلق التوتر وآثارها ضارة تؤثر في سورية مباشرة والبلدان الأخرى ليس فقط العراق.  إذاً نحن ضد الحرب من حيث المبدأ ومن حيث المصلحة.  لذلك لم ندعم الحرب الأخيرة.
 
السيدة أمانبور: هل تخشون الحرب الأهلية هناك الآن؟
 
السيد الرئيس: نعم، عندما يكون هناك فوضى فإنها تشكل أرضاً خصبة للحرب الأهلية.
 
السيدة أمانبور: ألا يدفعكم ذلك لتأييد ما تفعله الولايات المتحدة في العراق؟
 
السيد الرئيس: هذا ما قلته قبل قليل أننا مستعدون لدعم العملية السياسية.  لا يمكن تحقيق الاستقرار ومنع العراق من الانحدار إلى حرب أهلية أو التقسيم دون عملية سلمية.  نحن ندعم العملية السياسية وندعم هذه الحكومة.  نحن ندعم العراق وهذا يختلف عن دعم الولايات المتحدة.
 
السيدة أمانبور: عند هذه النقطة نود أن نشكركم سيادة الرئيس لتحدثكم إلينا.
 
السيد الرئيس: شكرا لزيارتكم سورية ومرة أخرى أهلاً بكم.

sanlitun Dongsijie No.6 - 100600 Beijing - China

Tel: 10-65321372

Fax: 10-65321575

[email protected]