نص خطاب السيد الرئيس بشار الأسد الشامل والذي ألقاه على مدرج جامعة دمشق

 

 


قبل ان أبدأ الكلمة.. سئلت كثيرا خلال الاسبوع الماضي بنوع من القلق.. لماذا انت شاحب.. بسبب الضغوط.. قلت لهم لأنني كنت مصابا بوعكة صحية.. لكي لا نُسأل هذا السؤال مرة اخرى.

الظروف السياسية تجعلنا اكثر وحدة.. وعندما نتوحد نصبح اكثر قوة واكثر حيوية.. فهذا هو السبب.

وكنت افكر ان تكون الكلمة في الاسبوع المقبل.. ولكن تسارع الاحداث فرض ان تكون اليوم.

الاساتذة المحترمون.. اخوتي الطلاب..

يسعدني ان اقف امامكم على هذا المنبر في جامعة دمشق.. تلك الجامعة العريقة التي احتضنت ومنذ عشرات السنين.. طلائع الشباب في سورية والوطن العربي.. وخرّجت خيرة الكفاءات العلمية والادارية والسياسية التي تنتشر في مواقع العمل والعطاء وتعمل على نهضة بلادنا وتقدمها.

وانها لفرصة طيبة لي ان اكون في جامعتي الأم التي قضيت فيها بعضا من اجمل الايام واكثرها حيوية.. وان استذكر فيها سنواتي الست التي امضيتها في الجامعة.. في ابنيتها وساحاتها ومخابرها طالبا ينهل العلم من اساتذتها وكتبها.. ويعيش هموم الوطن مع طلابها.. في مرحلة سياسية صعبة لم تكن تختلف بمضمونها السياسي وتحدياتها عما هو عليه الامر اليوم.. من حيث خطورة المؤامرات على سورية والمنطقة.. ومن حيث جسامة التحديات التي نواجهها.. والتي كان للهيئات الجامعية دور اساسي في تشخيصها وكشف خلفياتها وابعادها من جهة.. وفي تعبئة المجتمع لمواجهتها من جهة اخرى.. وهذا في مرحلة عمرية هامة جدا بالنسبة لكل شاب وشابة.. فالمنزل والاسرة هما المؤسسان لمسيرة الانسان.. والمدرسة تعزز هذا البناء وترقى به والجامعة تعمل على انضاج خبراته وتجاربه العلمية بالاضافة الى الاجتماعية والسياسية.

من هنا تأتي اهمية لقائي بكم اليوم والذي حرصت على عقده في هذا الوقت تحديدا بما يشهده من تطورات سياسية.. وتحديات كبرى.. كي اضعكم بصورة الاوضاع الراهنة التي نعيشها.. انطلاقا من حرصي على ان يكون كل مواطن ملما بتفاصيل الاحداث والتطورات.. التي تمس حياته ومصيره.. حاضره ومستقبله.. ولكي يأخذ كل واحد منا موقعه في عملية البناء والتطوير.. ويمارس دوره في مواجهة التحديات الراهنة.



لقد كان للتطورات المتسارعة التي عانت منها منطقتنا.. وما ترتب عليها من نتائج مأساوية دفع المواطن العربي ثمنا باهظا لها من امنه وكرامته ولقمة عيشه.. وما نجم عنها من اضطراب في الرؤية وضياع في الموقف والاتجاه لدى البعض.. ان هزت بعنف القناعات والافكار والقيم لدى الشعب العربي.. وفي المقدمة منها الاجيال الشابة.. حيث عملت بعض الدوائر السياسية الدولية.. ووكلاؤها في مؤسساتنا العربية.. على الترويج لمشاريعها السياسية الهدامة تحت عناوين مثيرة تلامس مشاعر الناس وانفعالاتهم.. مستهدفة غزو العقول والنفوس قبل غزو الاوطان.. واجتياح الهوية الحضارية والوجود القومي قبل اجتياح الحدود.. وذلك من خلال حملات اعلامية منسقة بعناية.. صادفت نصيبا من النجاح بسبب ما تهيمن عليه من تقنية وما تبذله من اموال.. وما يتوفر لها من ابواق مشبوهة تردد اصداء هذه الحملات المضللة.. بانبهار وضحالة لا مثيل لهما.

ان ما تتعرض له الامة العربية بشكل عام وسورية بشكل خاص من حملات في السنوات الاخيرة.. امر في غاية الخطورة.. ومكمن خطورته انه يستهدف البنية المعرفية والنفسية والمعنوية للانسان العربي في اطار حرب اعلامية وثقافية ونفسية تتركز على اجيالنا الشابة بصفة خاصة بهدف فصلهم عن هويتهم وتراثهم وتاريخهم.. وجعلهم يفقدون ثقتهم بأمتهم ووطنهم وبأنفسهم وامكانياتهم.. ومن ثم دفعهم للاستسلام لوهم الهزيمة المؤكدة.. عند اول محاولة للمواجهة والصمود في وجه الضغوط الخارجية التي تتعرض لها المنطقة عامة.. وسورية بوجه خاص.



وقد توجه منظرو هذه الحرب الى الشباب تحديدا على اعتبار انهم لم يستذكروا او يعايشوا تفاصيل الاحداث السياسية التي مرت منذ عقدين من الزمن وقبل ذلك.. حيث تمكنت سورية حينها من الصمود في وجه اعاصير اتت من كل اتجاه وفشلت في تحقيق اهدافها. وبالتالي.. هؤلاء الشباب والشابات يمثلون من وجهة نظرهم نقطة الضعف في أي مواجهة او محاولة خرق داخل بنيتنا الوطنية. واني اقول لكم.. بكل ثقة.. ان جيلكم هذا سيثبت للاعداء والخصوم انه لا يقل قدرة على الصمود والتحدي عمن سبقوه.. لان ارادة الصمود والتحدي تراث وطني ينتقل من جيل الى آخر والتراث يغتني ويتطور بتطور هذه الاجيال وامتلاكها للمزيد من العلم والمعرفة وبالتالي سنخوض معا انا وانتم هذه التحديات التي تواجهنا بروح العصر وسنهزمها بقوة هذا الجيل وعزيمة آبائنا واجدادنا والتواصل بين ماضينا ومستقبلنا.. فعصرنا كما هو شأن كل عصر هو عصر الاقوياء فقط ولا مكان فيه للضعفاء وعندما نستوعب هذه المسألة جيدا يصبح من واجبنا الوطني البحث عن جميع عناصر قوتنا عبر الاستنهاض الكامل لطاقاتنا وقدراتنا الوطنية من اجل صيانة قرارنا واستقلالنا وسيادتنا.

من هنا من ايماننا بهذا المبدأ انبثقت مشكلتنا مع بعض القوى الكبرى وهي مشكلة مزمنة تمتد جذورها الى حيث نشأ الصراع ما بين ارادتنا في الاستقلال وتدخلات الآخرين في شؤوننا بهدف فرض ارادتهم على قراراتنا ولو القينا نظرة سريعة على القضايا المطروحة حاليا على الساحة السياسية والتي تثير هذا القدر الكبير من الصخب على سورية ومواقفها لوجدنا انها تشترك جميعها في جذر واحد هو رفضنا القاطع للمساومة على الاستقلال في مقابل التبعية وعلى السيادة في مقابل الخضوع وعلى الكرامة في مقابل الاستسلام.

وهنا يحضرنا تساؤل ملح.. هل كانت سورية مخطئة في مواقفها او هل كانت سورية مخطئة بمقدار الهجوم الذي يشن عليها.. هل ارتكبت من الاخطاء ما يبرر هذه الحملة العنيفة في وسائل الاعلام المستلبة الارادة واحيانا الضمير..

لو كان هناك مساومة على المقاومة في لبنان ولو كان هناك مساومة على الانتفاضة لو كان هناك مساومة على استقلال العراق وعلى كرامة امتنا لما كان هناك لنا اي مشكلة مع هؤلاء ولما تحدثوا عن خطأ في التقدير هنا او هناك يعني لو اخطأت سورية لما هاجموها.



ان مشكلة البعض مع سورية ومشكلة سورية معهم هو انتماؤها القومي العربي.. والقومية هي هويتنا وتاريخنا والتاريخ هو ذاكرتنا للانطلاق في قلب الحاضر والمستقبل وهم يريدوننا من دون ذاكرة لكي يرسموا لنا مستقبلنا ومن دون هوية لكي يحددوا لنا دورنا.

وهنا اضع بعض الامثلة التي تؤكد هذا الشيء.. نقرأ كثيرا ونسمع كثيرا من مبعوثين اجانب ان غضب او سبب غضب المسؤولين الاجانب في تلك الدول.. انا اليوم سأخاطبهم بصفة الغائب.. هم وهؤلاء.. لكي لا نحدد وانتم تعرفون من هم هؤلاء.

سبب غضبهم من سورية لأن الرئيس بشار الأسد التزم امامهم باصلاح داخلي ولم ينفذ هذا الاصلاح.. اي لم نعرف بأن الشعب السوري وضع نوابا نيابة عن نوابه في مجلس الشعب.. هم هؤلاء.. والمطلوب من الرئيس بشار ان يقدم الالتزام امام هؤلاء المسؤولين الاجانب.

لم نكن نعرف انهم حريصون علينا اكثر من حرصنا على انفسنا.. لم نكن نعرف ان هناك من عينهم قيمين علينا وهم قيمون لنا. في الحقيقة.. هذا يدل على احتقار كبير.. ليس لسورية.. انا اتحدث بشكل عام.. عن الدول العربية.. هكذا ينظرون الينا.. كأننا غير موجودين.. كأننا من دون شعب.. او ثروات من دون مالكين.. كأن سورية عبارة عن مزرعة وبقية الدول بنفس الطريقة.



ما هي الاصلاحات التي يبحثون عنها لكي ندقق مدى مصداقيتهم.. الاصلاح السياسي.. ما هو الاصلاح السياسي الذي يتحدثون عنه. هم يريدون من البلد ان يهتز.. ان يصبح من دون ضوابط لكي يبتزوا اي حكم من خلال الداخل.

الاصلاح الاقتصادي.. هم يريدون منا ان نفتح الاسواق امامهم بمعزل عن مصالحنا.. مقابل بعض الصدقات والفتات الذي يقدم لنا.

اما عن الاصلاح الثقافي فعلينا ان ننزع او ان نخلع جلدنا ونصبح نسخة عنهم.. اذا كانوا يريدون ان يثبتوا مصداقيتهم في هذه الطروحات بما انهم دائما يظهرون قلقهم على اوضاعنا الداخلية فليتفضلوا ويدعموننا في الاطار السياسي ليعيدوا لنا اراضينا المحتلة وليمنعوا عنا العدوان ان كانوا صادقين.

اما في الاطار الاقتصادي فليتفضلوا وليدعمونا لنحسن اوضاعنا الاقتصادية وبالتالي الوضع المعاشي للمواطنين.. ان يكون الدعم حقيقيا وليس مجرد دعم وهمي او دعم جزئي لا يحقق النتائج المطلوبة.

ماحصل في تصريح منذ يومين.. ان الاتحاد الاوروبي لم يدع الرئيس السوري وطبعا رددنا عليه بشكل واضح. هذا يدل على انهم لا يقبلون من شخص عربي ان يعتذر.. من غير المعقول ان يكون هناك من يقول لا حتى لدعوة الى مؤتمر. مع ان هذا الاعتذار قبل ان يرسل بشكل مكتوب.. نحن منذ اشهر طويلة عندما كانوا يقولون يجب ان تذهبوا قبل ان تأتينا الدعوة المكتوبة الرسمية.. كنا نقول هذا الاجتماع شراكة.. لن نذهب.. انا لن أذهب.. ان لم يكن هناك اتفاق شراكة موقع.. أي ان هذا الموضوع سابقا تم الاعتذار عنه.. لكن اقصد ان طريقة التعاون تأتي في هذا الاطار.. ومع كل اسف نحن كعرب علمناهم هذا الشيء ولابد من ان يعرفوا حقيقتنا خاصة في سورية بأننا دولة لا تقبل اي تنازل عن الاستقلال ولا عن القرار الحر.



ايتها الاخوات.. ايها الاخوة..

شهدت منطقتنا كما ترون احداثا دامية كانت سورية في القلب منها.. وكان لها بحكم موقعها ودورها التاريخي نصيب كبير من التحديات الماثلة والمترافقة مع تهديدات مباشرة ومتعمدة.. كما اشرت.. على حملات سياسية واعلامية مشبوهة ترتكز على تزييف المفاهيم وتزوير الحقائق تحقيقا لمآربها وكان المشهد السياسي يتكون من عدد من البؤر الملتهبة التي تتداخل عناصرها وتلتقي في محصلتها عند تغيير الوجه السياسي والثقافي والبشري للمنطقة واعادة رسم خارطتها من جديد.. بما يستجيب للمهام والوظائف المستجدة لهذه المنطقة وبما يخدم استراتيجيات ومصالح بعض القوى الاجنبية وفي مقدمتها اسرائيل. حيث كان العامل الاسرائيلي حاضرا حضورا مريبا في كل هذه الساحات.. بل ان تطورات الاحداث اثبتت ان اسرائيل كانت ابرز الفاعلين فيها واكبر المستفيدين منها.

واذا كانت هذه الاحداث واضحة امام اعيننا في سياقها وخلفياتها واسبابها.. فان معرفة المزيد من المعطيات تسهم في تأصيل قناعاتكم وتدعم مواقفكم.. لاسيما بعد ان شهدت الاحداث الاخيرة تحويرا وتشويها لا مثيل لهما عبر سلسلة لا متناهية من الاكاذيب والتضليل والدعاية السوداء التي تفضح سوء النية الكامنة وراءها.. والرغبات الخبيثة التي تتخفى وراء الكلمات.

وكانت مواقف سورية تصدر عن تقدير عال للمسؤولية التاريخية التي تقع على عاتقها من خلال موقعها الجيوسياسي وارتباطها المباشر بساحات الصراعات المحيطة بها. وكان طبيعيا في ظل نزعة السيطرة لدى بعض دوائر القرار الدولية الا يبدو مثل هذا الدور مقبولا.. كان طبيعيا في ظل ذلك ايضا ان تفشل جميع محاولاتنا الرامية الى ايجاد حلول عقلانية للمسائل العالقة بما يسهم في تحقيق الامن والاستقرار في المنطقة.



في العراق ما يحصل مقلق لكل عربي.. فهذا البلد العربي يدخل حيز التفتيت والتذويب.. ولا احد يعرف متى قد يحدث الانفجار الكبير الذي من شأنه ان يلقي بالمنطقة برمتها في دوامة المجهول.. ويتسبب في تداعيات خطيرة قد تصيب اماكن اخرى ابعد من حدود الشرق الاوسط.

والخطر الاول الذي يتهدد العراق هو تذويب هويته وطمس معالم عروبته.. تحت عناوين وذرائع كثيرة وبمضامين تتنافى مع تاريخ العراق وتاريخ شعبه. اما الخطر الثاني فهو الفوضى السياسية والامنية التي تسود الساحة العراقية والتي ترتبط بشكل مباشر بقضية وحدة الاراضي العراقية.. فكلما ازدادت الفوضى ازدادت معها احتمالات الفتنة الداخلية.. ما يزيد من الخطر الداهم على العراق بالاضافة الى ما تسببه هذه الفوضى من سفك لدماء العراقيين الابرياء. وكلا الخطرين يمهد الطريق امام تقسيم العراق.. مع ما يحمله التقسيم من مخاطر على دول جوار العراق بشكل مباشر. وعندما يخرج الضرر خارج حدود اي دولة.. لا يعود الموضوع شأنا داخليا بحتا.. بل تصبح الدول الاخرى معنية بتطورات الاحداث في ذلك البلد. ومن هنا نقول بأن عروبة العراق هي شأن عربي واقليمي بمقدار ما هي شأن عراقي.. والحفاظ عليها واجب على كل الدول المعنية وبخاصة منها المجاورة للعراق.. وعلينا جميعا ان نقف بقوة الى جانب رغبات الشعب العراقي الذي يدعم ويؤيد الهوية الحقيقية للعراق.. هوية العراق العربي بأرضه وشعبه وتراثه وتاريخه.

وهنا كانت هناك طروحات سلبية حول العروبة عندما طرح الدستور العراقي.. وقبل قضية العراق طرح موضوع العروبة بشكل سلبي. اي اتهام العروبة او القومية العربية بأنها مفهوم عنصري. وهذا الكلام كلام ظالم للقومية العربية بشكل خبيث في معظم الاحيان.. وينم عن جهل.. في حالات اخرى فالقومية ليست مفهوما عنصريا ولا تبنى على العرق.

ونذكر اننا في المدرسة لا اذكر في أي مادة عندما كنا ندرس النظرية القومية كانت ترتكز على مرتكزات عديدة منها العرق والجغرافيا والتاريخ والمصالح المشتركة والتاريخ المشترك وغيرها والدين واللغة وغيرها من العوامل الاخرى. لم تقل هذه النظرية ولم يقل تاريخ المنطقة القومي اننا كنا نفكر في يوم من الايام تفكيرا عرقيا.

والنموذج هو سورية بتنوعها بالرغم من انها دولة قومية عربية. فالعروبة هي مفهوم حضاري يستوعب كل الثقافات وربما يكون اهمها الرغبة المشتركة في العيش المشترك وغالبا ما ترتبط الرغبة المشتركة بالمصالح والمصالح ترتبط بالجغرافيا والجغرافيا ترتبط بالتاريخ. اغلب هذه العوامل مترابطة ولكن لا يوجد اي مفهوم يقول او أي قضية تقول ان القضية القومية مبنية على العرق.



لقد عملت جهات دولية واقليمية ومحلية على التشويش على مواقف سورية تجاه العراق.. بل على تشويه هذه المواقف من خلال خطة منهجية للايحاء بوجود علاقة ما لسورية بمسلسل الاحداث المؤسفة التي يقع ضحيتها ابناء الشعب العراقي كان هناك اندفاع بين الشعبين السوري والعراقي بعد غزو العراق.

ان هذا الالتقاء بين الشعبين كان ممنوعا لعقود طويلة منذ استقلال العراق ومنذ استقلت سورية فرأت القوى الكبرى ان هذا اللقاء غير مقبول.. فبدؤوا باتهام سورية بكل العمليات الارهابية التي تحصل في العراق بهدف نسف الجسور بين الشعبين ومنع اي التقاء بينهما في المستقبل.. بحالة طبيعية وبشكل يوفر على القوى الدولية ان تقوم هي بأي جهد لمنع هذا الالتقاء.

وهذا الاتهام طبعا يخلق فجوة بين الشعبين.. يصبح من الصعب ردمها. في الوقت ذاته.. كان هناك من المسؤولين العراقيين من يتجاهلون موقف سورية من هذه العمليات وكانوا يرسلون اللوم وراء اللوم لسورية.. لماذا لا تدين هذه العمليات.. وانا لا اذكر اننا دعمنا هذه العمليات لا في مقالة صحفية ولا في خطاب.. وكنت أسألهم ما هي المشكلة.. كانوا يقولون إنكم دائما تضعون الخبر في الصفحة الاولى.. اي ما هذا المبرر غير المنطقي ان يكون الخبر في الصفحة الاولى.. كل الصحف تضع اي خبر مهم في الصفحة الاولى، المهم انا صرحت لاحقا وكتبنا في صحافتنا في الافتتاحيات وفي المقالات مواقف تدل بشكل واضح على رفضنا لهذه العمليات الارهابية ولكن يبدو انه ممنوع على هؤلاء المسؤولين ان يسمعوا ما نقوله في العراق فسنخاطب الشعب العراقي ونقول للشعب العراقي بشكل واضح اننا ندين أي عملية ارهابية تحصل ضد اي مواطن عراقي تحت اي سبب وتحت اي عنوان.. ونقول له ان دم كل مواطن عراقي هو بالنسبة لنا كدم كل مواطن سوري. علينا ان نعمل.. وسنبقى نعمل.. كما عملنا في السابق للحفاظ على دم هذا المواطن وعلى عرضه وعلى شرفه وعلى استقلاله وعلى كل ما يطمح اليه.



هذا الامر ينقلنا للحديث عن موضوع الحدود.. هذه الكذبة الكبرى التي تستخدم كخطة مرسومة لاتهام سورية ويتم تداولها وتضخيمها كلما ازدادت مصاعب قوات الاحتلال في العراق.

تحدثت سابقا عن هذا الموضوع وقلت عندما أتى باول في عام ٢٠٠٣ تحدث معنا حول ضبط الحدود وقلنا له انه لا يمكن ضبط هذه الحدود وهذه مشكلة مزمنة.

اساسا.. لا يوجد أي دولة يمكنها ان تضبط حدودها. من الممكن ان تمر شاحنات كبيرة وكانت تدخل الى سورية شاحنات كبيرة.. فكيف تريدون من سوريةان تضبط مرور اشخاص.. على كل الاحوال.. ان كنتم مهتمين جدا بهذا الموضوع فنحن نقبل منكم أي تقنيات تساعد في هذا الموضوع. طبعا لم يأتنا شيء اتت وفود اميركية عديدة وتحدثت معنا بنفس الاتجاه.. وكانوا يبدؤون الحديث بأن الولايات المتحدة لا تتمكن من ضبط حدودها مع المكسيك.

وينهون الكلام بأن المطلوب من سورية ان تضبط حدودها مع العراق. هذا يعني ان دولة عظمى لا تستطيع ان تضبط الحدود.. اما نحن فنستطيع ان نضبطها. مع ذلك.. طبعا اتت وفود عراقية وتحدثت بنفس المنطق.. وكان هناك اتهامات من دون ادلة وقلنا للاخوة العراقيين نحن مستعدون للتعاون في هذا الاطار.

قلنا لكل هذه الجهات ان لسورية مصلحة بمعزل عن المطالب الاميركية وعن أي ضغوط.. لنا مصلحة في ان نضبط الحدود لان الفوضى الموجودة في العراق اثرت بشكل مباشر في الحالة الامنية في سورية. فلنا مصلحة ولكن التعاون بحاجة لطرفين.. هل نتعاون مع انفسنا على طرفي الحدود.. نحن موجودون على طرف واحد ولابد من تعاون الطرف الثاني سواء من قبل الاميركيين او من قبل العراقيين. ونحن نؤكد اليوم مرة اخرى اننا منفتحون للتعاون مع الاخوة العراقيين من دون حدود سواء لضبط الحدود مباشرة او لضبط ما هو خلف الحدود من خلال التعاون الامني وغيرها من الاجراءات الاخرى. والشيء الغريب أن الاتهامات الاميركية كانت بعد الغزو حتى منتصف عام ٢٠٠٤ تتعلق بمن يسمونهم جهاديين او سلفيين او اصوليين او ارهابيين اسلاميين حسب التسميات الاميركية. فجأة أصبحوا بعثيين من جماعة صدام حسين. هذا يدل على الضياع الذي تعيشه قوات الاحتلال في العراق والضغط النفسي.

اردت ان اضع هذه المعطيات بشكل سريع وامر عليها لأننا تحدثنا فيها سابقا فقط لكي اوضح بأن سورية لا تهمل الحدود ولا تهمل مصالح العراق ولا تهمل مصالحها هي ولكن المشكلة هي المصاعب الاميركية او بالاحرى قوات الاحتلال بشكل عام في العراق.. ومن غير المعقول ان يقولوا انهم هم المخطئون ومن الطبيعي ان يلقوا اللوم على جهة اخرى والاسهل هي سورية. وحاولنا في الوقت ذاته.. حاولنا جهدنا ان نخلق تعاونا وثيقا مع الحكومة الحالية وارسلنا دعوات الى رئيس الدولة السيد جلال الطالباني.. والى رئيس الحكومة السيد ابراهيم الجعفري مباشرة بعد استلامهما مهامهما. وارسلنا وفدا دبلوماسيا الى بغداد من اجل اعادة العلاقات الدبلوماسية وفتح السفارات بين البلدين وتم تفويض هذا الوفد بمناقشة قضايا التعاون في المجال الامني والسياسي.. لكن مهمة هذا الوفد افشلت ولم يسمح له بلقاء المسؤولين المحليين رغم بقائه اسبوعا كاملا في بغداد.. كان من المفترض ان يقوم هذا الوفد بالتحضير لزيارة وزير الخارجية ومعه مسؤولون في قطاعات مختلفة لكي نبدأ علاقة جديدة مع العراق ونحقق قفزة نوعية.. وهذا ما سمعناه سابقا من السيد /الجعفري/ عندما زار سورية قبل ان يكون رئيسا للحكومة.. ولكن افشل هذا الوفد من قبل قوات الاحتلال ومنعت هذه العلاقة السياسية ايضا. هذه المعلومة اضعها لكي لا يعتقد احد بأننا لم نسع او لم نقم بواجبنا تجاه العلاقة مع العراق بجوانبها كافة. لكننا لا نلومهم.. لانهم ليسوا اصحاب القرار النهائي في ذلك. وعلى الرغم من كل ما ذكرنا.. نكرر دعوتنا للسيدين الطالباني و الجعفري لتجاوز الخشية غير المبررة والقيام بزيارة سورية.. فلن يقف مع العراق.. في المآل الاخير.. سوى اشقائه. وسورية ستبقى الى جانب العراق للحفاظ عليه من الدمار نتيجة هذه الحرب الخاطئة.. ليعود الى اداء دوره القومي والاقليمي وليأخذ المكان الذي يستحقه في المجتمع الدولي. لقد اصبح ملحا.. في هذه المرحلة.. وضع جدول زمني لانسحاب القوات الاجنبية من العراق.. لان ذلك سيحفظ العراق من الانقسام الداخلي ويعيد اليه استقلاله ويدخر ارواح الابرياء.. ويوفر عليه اخطاء قوات الاحتلال اليومية التي تتسبب في المزيد من الفوضى.. ويكون بديلا عن تحميل الآخرين مسؤولية اخطائهم.



وعلى الساحة الفلسطينية قدمنا الدعم للرئيس محمود عباس اثناء زيارته الى سورية.. واكدنا وحدة الشعب الفلسطيني.. والتمسك بحقوقه الثابتة من خلال التمسك بالحوار الوطني بين الفصائل الفلسطينية.. وتأكيد تكامل الادوار فيما بينها. وكان موقفنا ولا يزال هو دعم نضال الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه.. وتقديم كل ما هو ممكن في هذا الاتجاه.. حيث اعلنا في مناسبات مختلفة ان سورية توافق على ما يوافق عليه الاخوة الفلسطينيون.. وهي سترفض حتما ما يرفضون.



أما لبنان.. فكان الساحة المضطربة التي ارادت بعض القوى الكبرى من خلالها.. تصفية حساباتها مع سورية ومع القوى الوطنية التي دعمت المقاومة ورعتها وانجزت الانسحاب الاسرائيلي من معظم الاراضي اللبنانية.. متخذة منه محطة للتآمر على سورية ومواقفها القومية.

وكانت نقطة البداية في هذا الجانب.. ضرب المقاومة اللبنانية وفرض اتفاق جديد مع اسرائيل.. تمهيدا لترتيب جديد للاوضاع في لبنان واعادة صياغة دوره ومكانته في محيطه العربي.

فسلاح المقاومة كان ولا يزال.. الهاجس الاساسي الذي يؤرق اسرائيل والقوى الداعمة لها.. لذلك كان لابد من تصفية هذا السلاح. وكان مطلوبا من سورية ان تلعب دورا في هذا الاطار مقابل بعض المكاسب.

كان لديهم اعتقاد بأن سورية لا يمكن ان تخرج من لبنان.. لعل البعض كان يعتقد بأن خروج سورية من لبنان يؤدي الى سقوط الدولة في سورية وبالتالي لا يمكن ان نتنازل عن هذا الشيء وكانت المساومة بعد القرار 1559 هو من اجل بقاء سورية او الانسحاب البطيء.. ولكن على مراحل. اخيرا ظهرت الفكرة بشكل واضح عندما طرح علينا ان سورية تستطيع ان تخرج من لبنان تدريجيا لكن المطلوب منها اذا ارادت ان تبقى.. ان توجد حلا لحزب الله اي سلاح المقاومة، طبعا رفضنا وقلنا ان هذا الموضوع ليس من مهام سورية ولا يعنينا الموضوع اطلاقا.. نحن بالنسبة لنا متابعون عملية الانسحاب ضمن جدول زمني محدد مسبقا ونترك لكم ان توجدوا الحل لهذه المشكلة بمعنى نترك لكم لنرى كيف تتعاملون مع الوضع اللبناني.

طرح من قبل مسؤولين.. كان هذا الكلام في نهاية عام ٢٠٠٤ وفي بداية عام 2005 هذا العام. ما حصل بعده هو اغتيال الرئيس الحريري وانقلبت الامور باتجاه مختلف. لم تكن مشكلتنا بالنسبة للبقاء او عدم البقاء في لبنان.. هي القرارات الدولية.. كانت المشكلة هي موافقة الشعب اللبناني او عدم موافقته. وما حصل بعد اغتيال الرئيس الحريري هو انقلاب جذري في المواقف لدى بعض شرائح المجتمع اللبناني التي اندفعت بحالة عاطفية. غرر بها من قبل الاعلام اللبناني.. او غرر بها من قبل بعض المسؤولين اللبنانيين.. فكان القرار في ذلك الوقت هو الانسحاب فورا ولم نعلن عنه. قبل الاعلان.. انا اتحدث عن الايام التي تلت اغتيال الحريري والتداعيات التي حصلت في لبنان.

كان قرار الانسحاب الفوري بمعزل عن اي جدول زمني بالتوازي.. اعتقد انه في شهر ايار او نيسان بدأت الضغوط الدولية لخروج سورية من لبنان قبل الانتخابات ولو بيوم واحد. طبعا نحن كنا نعرف اننا سننسحب قبل ذلك بكثير. انسحبنا قبل الانتخابات بشهر وبضعة ايام كما اعتقد.. او قبل شهر واسبوع.. لكن ما يهمنا هو المؤشر من هذه الضغوط. هم يعتقدون بأن بقاء سورية خلال الانتخابات سيؤثر في مجرى الانتخابات لكن الاهم من ذلك ما نريد ان نستخلصه من هذا الشيء. هذا يعني ان الانتخابات النيابية اللبنانية التي حصلت في ايار لم تكن محطة لبنانية.. بل كانت محطة دولية وهذا كان بداية نقل لبنان من دوره العربي الى التدويل والتدويل هو نقله اكثر باتجاه اسرائيل بغطاء دولي وبأدوات تحمل الجنسية اللبنانية. طبعا هذا الشيء تم بشكل جزئي.. لم تنجح الخطة بشكل كامل.. بل بشكل جزئي. .لان البعض من اللبنانيين لم يكن واعيا لهذه النقطة بشكل كاف والبعض الآخر معروف بشكل معلن عداؤه لسورية وللعروبة وولاؤه لاسرائيل.. هذا الكلام ليس اختراعا. بعض هؤلاء الاشخاص او التيارات كان لها تاريخ غير مشرف خلال الاجتياح الاسرائيلي. هي الآن موجودة وفاعلة فإذاً هذا كان الهدف الدولي من الانتخابات اللبنانية التي تمت مؤخرا.



بالتوازي.. كنا نسمع هجوما على سورية تحت عنوان عهد الوصاية. بمعزل عن هذه المصطلحات وعن رفضنا لها وعن نكران الجميل وعن قلة الاخلاق من طرح مثل هذه المصطلحات تجاه سورية التي ضحت كثيرا من اجل لبنان.. بمعزل عن كل هذه الامور.. لو اخذنا هذا المصطلح ورأينا من يطرحه.. من يطرحه.. هم من يسمون انفسهم تيار الحريري او جماعة الحريري.

اذا سرنا معهم وسايرناهم في هذا المصطلح فمن هو الابن البار في عهد الوصاية السوري.. انه الحريري.. هو الذي كان يدعم هذا العهد وهو الذي سوق له ودافع عنه وكان يدعو للتدخل في كل مشكلة وآخرها كان آخر حكومة لم تشكل ورفضنا نحن ان نتدخل.. فلماذا يشتمونه.. لماذا يشتمون الحريري وهم تياره.. بدؤوا في الوقت نفسه يتهمون سورية بدم الحريري.. وفي الوقت نفسه برؤوا اسرائيل من هذا الدور كأنهم يقولون ان الحريري لم يكن جيدا مع سورية ولكنه كان جيدا مع اسرائيل وهذا الكلام غير صحيح.

فلماذا يخونونه.. هذا يعني ان هذا التيار مرة شتم الحريري ومرة خونه بهدف شتم سورية وتخوينها وهو بذلك يقوم بشيء معاكس.

الحقيقة ان هؤلاء.. معظمهم.. هم عبارة عن تجار دم خلقوا من دم الحريري بورصة وهذه البورصة تحقق مالاً وتحقق مناصب.. كل مقالة لها سعر.. كل موقف له سعر.. وكل ساعة بث تلفزيوني لها سعر. مع ذلك.. غضضنا النظر عن كل هذه الامور.. لم ننزل الى ساحتهم.. بقينا في موقعنا المعروف كسورية واستقبلنا الرئيس السنيورة.. تحدثنا في مواضيع مختلفة فقلنا له: نريد لهذه الزيارة ان تنجح.. ومن جانبنا لا يوجد حقد على أي شخص في لبنان.. تهمنا العلاقة السورية اللبنانية قلنا له: إن ما نريده من لبنان أن لا يكون ممراً لأي مؤامرة على سورية لا أمنيا ولا سياسيا قال.. هذا الموضوع.. قالها بشكل حاسم وقاطع.. لن أسمح على الاطلاق ان يكون لبنان ممرا لأي مؤامرة على سورية.

في الحقيقة ان ما نراه اليوم هو ان لبنان ممر ومصنع وممول لكل هذه المؤامرات. هذا يعني ان السيد السنيورة لم يتمكن من الالتزام او لم يسمح له بالالتزام لانه عبد مأمور لعبد مأمور.



وشكلت لجنة للتحقيق في اغتيال الرئيس الحريري.. وكان قرارنا منذ البداية التعاون الكامل مع لجنة التحقيق.. لثقتنا المطلقة بالبراءة أولاً..

ولمصلحتنا الاكيدة في معرفة الحقيقة على اعتبار اننا اول المتضررين ثانيا. في مقابل ذلك.. حاول البعض من السياسيين اللبنانيين وبكل الوسائل.. زج اسم سورية في جريمة اغتيال الحريري وهم على قناعة تامة ببراءتها. ولانهم ذهبوا بعيدا في اتهامهم لسورية.. فقد اصبحوا في ورطة امام الشعب اللبناني في حال ثبوت براءتها.. لانهم غير قادرين على مصارحة الشعب اللبناني بحقيقة الامر. هل سيقولون للشعب اللبناني انهم باعوه الاكاذيب والوهم.. وانهم مارسوا عليه التضليل بصورة متعمدة.. هل سيقولون إن الشاهد المزور هو صنع ايديهم واموالهم.. انهم لن يستطيعوا قول ذلك.. لذلك نراهم يبذلون كل ما في وسعهم لتضليل التحقيق وحرفه عن المسار الذي يقود الى الحقيقة. وهذا ما ظهر جليا في تقرير لجنة التحقيق الدولية الذي لاقى انتقادات واسعة. وكلنا نعرف الظروف الدولية التي ادت الى صدور هذا التقرير.. وكان قسم كبير منا يتوقع الصورة المحتملة للتقرير قبل صدوره. وهذه الظروف الدولية لا يبدو انها ستتغير في وقت قريب. وعلى الرغم من ذلك.. فبمدؤنا لا يزال ثابتا في التعامل الايجابي مع المنظمات الدولية وقراراتها.. ومع لجنة التحقيق انطلاقا من ثقتنا بأنفسنا وبصحة مواقفنا وبراءة سورية من كل الاتهامات التي اطلقت عليها.. ومن مصلحتنا الاكيدة في ان تصل التحقيقات الى غايتها.



لقد انتظر البعض الحقيقة المزيفة اشهرا.. الحقيقة اصبحت شعارا للتهكم والسخرية في لبنان الآن.. كي ينقض على معالم الحضور العربي.. والانتماء القومي.. وعلى مشاعر الأخوة.. لذلك علينا الا نسمح لهؤلاء.. ان يدمروا العلاقة السورية/اللبنانية ويدمروا المنطقة معها.

فسورية ولبنان يعيشان جنبا الى جنب وهذا هو قدرهما.. وضعف احدهما هو ضعف للآخر.. كما ان قوته قوة للآخر. وهذه الحقيقة تتطلب تهيئة الارضية المشتركة لارادة العيش المشترك بعيدا عن السلبية.. بعيدا عن الاوهام.

يجب ان يعرف الشعب اللبناني الشقيق هذه الحالة.. انه اذا كان يريد فعلاً علاقة أخوية مع سورية بعيدا عن الشعارات وبعيدا عن المجاملات.. فهذا الشيء لا يمكن ان يتم من خلال كون جزء كبير منها معاديا علنا لسورية ويعمل على ان يكون لبنان مقرا وممرا للمؤامرات.. بمعزل عن التصريحات الجميلة المخدرة التي يطلقها بعض السياسيين اللبنانيين بأنهم ضد حصار الشعب السوري وضد التآمر على سورية.. وهذا الكلام الذي نستطيع أن نقول حياله: انكم اقل ذكاء من ان تخدعوا الشعب السوري بهذه المصطلحات. لا يمكن ان يكون من خلال دولة بمعظمها ضد سورية.. ولا يمكن ان يكون من خلال الاعتداء على المواطنين السوريين في لبنان.. ولا يمكن ان يكون من خلال التنكر لكل ما قدمته سورية.



إننا معنيون بأن يحافظ لبنان على وحدته واستقراره. وننظر بعين الحذر الى الاوضاع السائدة فيه.. والى افتقاد بعض الاطراف للحد الادنى من حس المسؤولية.. الذين يعملون على عودة لبنان الى سابق عهده ممرا للمؤامرات على سورية.. وهذا ما بدأنا نلمسه في الممارسات والسياسات التي يتبعها البعض من ممتهني السياسة.. والذين يقعون في خطأ كبير ان اعتقدوا ان لديهم القدرة على نسف المعادلة الوطنية. فلقد جربت بعض من هذه القوى.. في الماضي القريب والبعيد.. ان تفعل ذلك.. لكنها فشلت. وهي ستفشل حتماً في هذه المرحلة.. من خلال وعي الشعب اللبناني الذي سيكشف عاجلا او آجلا حقيقتهم المزيفة. ومن خلال قوة وتماسك القوى الوطنية اللبنانية التي أسقطت 17 ايار وعهد الوصاية المرتبطة به وسيسقط 17 ايار الجديد ووكلاؤه في زمن لا يبدو لي بعيدا. فبيروت التي صمدت تحت الحصار الاسرائيلي محتضنة القوى الوطنية اللبنانية والفلسطينية والسورية.. التي دافعت عنها حتى الرمق الاخير.. لا يمكن ان تتغير.. وطرابلس الشام التي أنجبت الوطنيين لن تتخلى عن إرث رجالاتها الكبار من اجل حفنة من تجار السياسة واموالهم.



إن القوى الوطنية التي وقفت عبر تاريخها ضد كل المشاريع المشبوهة.. من سايكس بيكو الى حلف بغداد.. ودعمت القضية الفلسطينية في الستينات والسبعينات وقاتلت من اجلها ودحرت الاسرائيليين في الثمانينات والتسعينات وحررت لبنان عام 2000 ما زالت القاعدة الاساسية في لبنان التي لاتقبل العيش في جحور الظلام.. والتي ستبقى تمثل الاكثرية الساحقة من الشعب اللبناني.

أما الآخرون من سياسيي وزعماء الوصاية الاجنبية.. فلا يقوون إلا بقوة أسيادهم.. لذلك فهم ضعفاء.. يحركون من بُعد.. ويحركون عن بُعد. كما هي العادة.. نضع أسسا عامة عندما نتحدث عن القضية الراهنة لكي لا ننظر لهذه القضية كحالة منعزلة.. ومن الخطأ - نحن كعرب - أننا ننظر الى الامور كحالة منعزلة. ما يحصل اليوم هو امتداد لما حصل منذ عدة سنوات بمعنى.. كما قلت في الماضي.. إن القرار 1559 لا علاقة له بالتمديد للرئيس لحود باعتراف الرئيس بوش.. وبدأ التحضير له قبل ثلاثة اشهر. ايضا ما يحصل الآن لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد باغتيال الحريري على الاطلاق.. وإلا لو كانوا مهتمين بدم الحريري لكانوا شكلوا لجنة تحقيق للرئيس عرفات الذي سمم في الاراضي الفلسطينية ومات في فرنسا ولم نسمع من يطالب بلجنة تحقيق. ما يعني مع خلافنا ربما الطويل مع الرئيس عرفات إننا لا ننكر أن الرئيس عرفات هو رمز من رموز القضية الفلسطينية ورمز فلسطيني وشخصية تاريخية. مع ذلك.. لم يتحدث اي شخص ولا أية دولة عن لجنة تحقيق على الاقل ما بين فلسطين وفرنسا كدول معنية مباشرة بهذا الموضوع. السبب كما أعتقد أنهم.. كما قلت.. يبحثون عن حقيقة مزيفة. أما في قضية الرئيس عرفات فالحقيقة غير مزيفة.. وهم لا يريدون حقائق حقيقية.. حقائق واقعية.. يبحثون عن حقيقة مزيفة.. هذا هو السبب.



هذه المراحل او هذه الحرب هي التي نخوضها وهذه الحالة التي نعيش فيها هي حالة مشكلة من مراحل وقد نقول حرباً على مراحل.. ربما يكون هذا أدق. المرحلة الاولى كانت قبل غزو العراق وكنا ندفع ثمنين.. ثمناً تدفعه الدول الصغرى هو ثمن صراع القوى الكبرى وكان الصراع قبل غزو العراق هو صراع قوى مع الغزو وضد الغزو في نفس الوقت ندفع ثمنا مباشرا هو ثمن اقحام دول مختلفة ومنها سورية لتأييد هذه الحرب بعد الغزو مباشرة.. كنا ندفع ثمن التسويات والمصالحات التي حصلت بين القوى الكبرى.. وكنا ندفع بشكل مباشر ثمن موقفنا المعارض للحرب. اليوم.. ندفع ثمن تقاسم مصالح بين الدول الكبرى وندفع ثمنا مباشرا سببه فشل الاحتلال وغزو العراق.. أي إنه في كل المراحل.. القوى الكبرى هي اساسية والعلاقة بين الدول الكبرى بكل اشكالها بحاجة الى ديناميكية.. والديناميكية بحاجة الى طاقة والطاقة بحاجة الى مواد احتراق كالاستقلاب الخلوي /بيننا بكل تأكيد اساتذة للطب/ استقلاب الخلية بحاجة الى سكر كمادة احتراق ليخلق الطاقة التي تساعد الخلية على الحياة.. والشيء نفسه بالنسبة للعلاقات الدولية.. هذه المواد التي تحترق دائما هي الدول الصغرى وخاصة إننا نزج انفسنا ونعرّض انفسنا كمواد احتراق.. وهنا احيانا.. كنوع من الطرفة نقول إنهم يقولون لنا انهم يعرفون ان العرب يحبون المديح فيقولون لنا انكم سكاكر.. نأخذها باللهجة المصرية.. إنك حلو.. هم يقصدون سكاكر قابلة للاحتراق.

لو اردنا ان ننظر لسياق الاحداث. نحن طبقنا القرار 1559 وكانت النتيجة انهم قالوا إن سورية لم تطبق القرار. والمخابرات بقيت والتدخل في لبنان بقي اتت اللجنة الاولى لاحقا ايضا تعاونا معها وقالت اللجنة وتقريرها قال ان سورية مسؤولة بشكل او بآخر عن الاغتيال أتت اللجنة الثانية وقررنا ايضا ان نتعاون معها وكانت النتيجة نفسها بالرغم من انهم في المرة الاولى عندما قالوا ان سورية تأخرت.. سورية لم تتأخر. نحن ارسلنا الاجوبة لهم قبل عدة ايام وهم حددوا الموعد بعد مجلس الامن لكي يقولوا ان سورية لم تتعاون.



انتظرنا من هذا التقرير ان يبحث عن نوعية المتفجرات على سبيل المثال في البداية. من أين أتت.. من يصنعها.. اي دول في المنطقة قادرة على تصنيع هذا النوع من المتفجرات.. السيارة من أين أتت.. أين صنعت.. . كيف وصلت.. وكل هذه التفاصيل. رأينا ان التقرير يتحدث عن اشخاص فقط. اشخاص سوريين وكل من له علاقة بخط سورية. وكل من كان مع سورية وغير موقفه كان متهماً واصبح بريئا بقدرة قادر. فهذه الامور يجب ان نراها واعتقد بأن كل سوري يراها لكي لا نتحدث ايضا في المجاملات. هذه هي حقيقة الامور. بمعنى آخر. ان الامور تسير في اتجاه معين بمعزل عن التعاون. والشيء الوحيد الذي أراه أنا ايجابيا في هذا التقرير انه ثبت البراءة بالنسبة لنا. حتى نحن كنا نشك قبل التقرير انه من الممكن ان يكون هناك خلل سوري ادى الى هذا الشيء.. ثبت بعد هذا التقرير ان هذا الكلام هو مجرد استهداف ولا يوجد اي تورط لسورية. قناعتي كانت قديمة بالنسبة لهذا الموضوع. قبل التقرير كنت اقول ان سورية بريئة.. وعندما طرحت في لقائي مع شبكة /سي. ان. ان. / ان من يتورط هو خائن.. هم فهموه ان الرئيس يمهّد لأنه يعرف ان هناك شخصا سوريا متورطا ويريد ان يستبق الامور.. الحقيقة ليست كذلك.. الخيانة هي حالة نادرة وعندما اطرح هذا الموضوع فهو للتأكيد على اننا مقتربون من المطلق في ثقتنا بأن سورية بريئة. لكن عندما صدر التقرير بهذه الطريقة وتبعه مباشرة قرار محضر.. عرفنا بأن سورية براءتها مطلقة الآن وان القضية سياسية.. فإذاً علينا أولاً -نحن كسوريين - ان نضع الجانب الجرمي جانبا.. لم تعد القضية جنائية.. علينا ان لا نفكر ونضيّع وقتنا بهذا الموضع..



لا سورية متورطة على مستوى الدولة ولا على مستوى الافراد.. اللّهم الا اذا كان هناك نسبة خطأ بشري في التقدير.. كلنا يمكن ان نقع فيه.. لكن المعطيات تؤكد هذا الشيء.. واريد ان اطمئن لهذه الفكرة. وننتقل للجانب السياسي.. المشكلة هي فقط مشكلة سياسية.. من سياق هذه الاحداث والدليل اول دليل في التقرير.. قبل التقرير اشعرنا بالبراءة.. عندما طرح موضوع الشاهد المزور.. متى نبحث عن شاهد مزور.. عندما لا نكتشف دليلا ولا نرى علاقة حقيقية بين الجريمة والجهة المعنية البحث عن شاهد مزور هو بديل للحقيقة وبذلك علينا ان نطمئن الى ان التقرير والشاهد المزور اثبتا براءة سورية. لن اتحدث عن التقرير.. فالسوريون بمختلف مستوياتهم واختصاصاتهم اتفقوا حول رأي واحد.. وكذلك العرب.. فلن اتحدث عنه ولا عن تسييسه او عدم تسييسه.. ولا عن الظروف السياسية التي رافقته.. من الشرح الذي شرحته الآن واضح تماما ان القضية هي عبارة عن قضية سياسية.. والقرارات والتقارير هي جزء من هذه الديناميكية السياسية التي تستهدف سورية.



بعدما عادت هذه اللجنة مؤخرا الى لبنان منذ ايام او اسبوع شكلنا نحن لجنة تحقيق.. ارسلنا اولاً دعوة الى هذه اللجنة الدولية لكي تأتي الى سورية وتلتقي بوزير الخارجية بما انهم طلبوا لقاءه فرفضوا.. أرسلت اللجنة القضائية السورية التي شكلت بمرسوم دعوة لميليس لكي يأتي الى سورية هو ولجنته ليضعوا أسسا قانونية لكي تتم من خلالها التحقيقات فرفض. طبعا الاسس القانونية ضرورية.. فهناك دائما حقوق للمتهمين وللشهود وللمحامين.. وهناك تفاصيل من هذا النوع.. لا يمكن ان يحصل تحقيق دون قاعدة قانونية واضحة.. هذا الكلام.. غير مقبول تحت اي عنوان.. لا قرار مجلس امن ولا غيره.. مع ذلك رفض.. امس كان السيد عمرو موسى هنا في سورية وطرحنا معه لنظهر اننا فعلاً مرنون ولو اننا نعرف تماما ما هي حقيقة اللعبة.. من الممكن ان تتم هذه التحقيقات في الجامعة العربية.. الجامعة العربية هي ارض عربية لا توجد لدينا مشكلة في ان تكون التحقيقات فيها طبعا بالتعاون مع مصر.. وحصل اتصال بيني وبين الرئيس مبارك حول هذه النقطة امس من اجل التنسيق بهذا الصدد.. ايضا رفضوا. يعني قلنا اذا كانت المشكلة هي في سورية.. فلماذا لا يقبلون في اي مكان اخر.. طرحنا ايضا مكانا في سورية للامم المتحدة عليه علم الامم المتحدة. وحراسة الامم المتحدة.. أي كأنها ارض غير سورية.. فلم يوافقوا. هذا ما يؤكد ما اقوله منذ البداية.. مهما قمنا بأعمال ومهما تعاونا.. ستكون النتيجة بعد شهر ان سورية لم تتعاون. يجب ان نعرف هذه الحقيقة اعجبتنا ام لم تعجبنا.. يجب ان نكون واضحين.. لا يجوز ان نطمر رأسنا في الرمال ولا نرى الحقيقة.. وفي نفس الوقت لا يجوز ان نخاف.. المهم ان نقوم بواجبنا اذن سورية مستهدفة.. كيف نتعامل مع الاستهداف.. . الآن السوريون يتناقشون وهناك افكار كثيرة حول هذا الموضوع تطرح وافكار باتجاهات مختلفة تأخذ طيفا واسعا من الاتجاهات لكن كل هذه الافكار تفقد القيمة ان لم تكن مؤطرة ودائما عندما نكون في معركة نبدأ اولاً من استراتيجية وتكتيك العدو قبل ان نبدأ من انفسنا ومن ثم ننتقل الى كيف نفكر وما هي مصالحنا.. ما هي استراتيجية الخصم او العدو التي تتبع في هذه المراحل وهذه السنوات الاخيرة ليس فقط مع سورية.. وانما مع دول المنطقة ودول العالم بشكل عام.. يتبعون استراتيجية اقتل نفسك او اقتلك.. طبعا ليس بالضرورة كلمة القتل بالمعنى الحرفي.. ولكن كتشبيه.. ما الفرق بين الاولى والثانية.. النتيجة واحدة.. لا يوجد فرق لكن عندما تقتل نفسك فالعدو يحرمك من شيئين.. اولاً شرف الدفاع عن نفسك ثانياً ان تلحق الضرر به ولاحقا إمكانية هزيمة هذا العدو او الخصم بأي مجال من المجالات. كيف نفكر.. الآن لو سألنا اي سوري ماذا تعتقد.. سيقول بأن المرحلة بحاجة لحكمة وعقل ومرونة.. لكن كل إنسان يعتقد بأن ما يقوله هو الحكمة والعقل. متى تتحول الحكمة والعقل الى تراجع وانهيار.. ومتى تتحول المرونة الى انكسار عندما لا نعرف مدى المرونة او نتحول الى حالة عجينية ليس لها قوام يحركونها كما يريدون من الخارج.

لو افترضنا ان اي شخص فيكم كان موجودا في مكان ما في الشارع واعترضه شخص ما خارج عن القانون قوي البنية وربما ليس لديه مبادىء وحاول الاعتداء عليه.. فمن الحكمة والعقل ان نتحاشاه وننتقل الى مكان آخر نبحث عن حاجاتنا في مكان آخر.. فطاردنا الى هذا المكان وعدنا الى حارتنا ودخلنا الى منزلنا.. فدخل الى المنزل عنوة وبدأ بالاعتداء علينا وعلى الاب والام والاخ والاخت والابن والابنة.. هل نستطيع ان نتحاشاه.. هل من الحكمة او العقل ان نتركه يقوم بهذا الشيء.. بالمنطق الديني. بالمنطق الاخلاقي. بالمنطق الاجتماعي. بأي منطق نريد ان نأخذه.. هذا الكلام مرفوض. من يقبل هذا الشيء هو منبوذ اجتماعيا ونحن سورية اعزها الله بتاريخ مجيد. لا يجوز ان نتنازل عن اي شيء يؤدي الى ان يدخل احد الى داخل منزلنا ويحاول اهانتنا من الداخل او اللعب باستقرارنا الوطني. ماذا يعني هذا الكلام... هذا يعني اننا مستعدون للتعاون لكن في اطار يؤدي الى الكشف عن ملابسات الجريمة. ولو اننا نعرف كما يقال المكتوب من العنوان. نعرف كيف تسير الامور. مع ذلك علينا ان نقوم بواجبنا. ان نتعاون بهدف ان نصل الى ملابسات الجريمة وان نقوم بكل ما علينا القيام به من اجل كشف ملابسات هذه الجريمة.



ولكن لن نسمح بكل تأكيد بأن يكون هناك اي اجراء يمس امن واستقرار سورية لأننا كما قلت لن نذهب باتجاه قتل انفسنا. بكل الاحوال وبالمنطق الذي يفكرون به لأننا دائما دعمنا الشرعية الدولية وما زلنا ندعم الشرعية الدولية وملتزمين بها لكن ليس على حساب التزاماتنا الوطنية. عندما تكون هناك مقارنة بين اي التزام في هذا العالم والالتزام الوطني. فإن الالتزام الوطني هو أولاً لأننا لسنا سواحاً في هذه المنطقة. ولسنا زواراً. نحن الاهل. اهل هذه المنطقة. نعيش هنا بكرامتنا. دعمنا الشرعية الدولية ولم ندعم الفوضى الدولية. الشرعية الدولية هي ميثاق الامم المتحدة. اما الفوضى الدولية فهي ارتكاز القرارات على بعض المصالح وبعض المزاجات لبعض المسؤولين في هذا العالم وعلى هذه الدول وعلى هذه القوى وعلى كل إنسان في هذه المنطقة وفي العالم ان يعرف ان عصر الوصاية الذي كان موجودا في بدايات القرن الماضي قد انتهى والآن المنطقة امام خيارين لا ثالث لهما. إما المقاومة والصمود أو الفوضى. لا يوجد خيار آخر. والمقاومة هي التي تمنع الفوضى. والمقاومة لها ثمن والفوضى لها ثمن لكن ثمن المقاومة والصمود اقل بكثير من ثمن الفوضى. يجب ان نعرف هذه الامور بدقة. اما الابتزاز اذا كانوا يعتقدون انهم بهذه الطريقة يحاولون ابتزاز سورية فنقول لهم ان العنوان خاطىء. اما اذا كانت القضية قضية مساومات يطرحون مشكلة من هنا لكي يساومونا على اشياء مختلفة تخص اشياء اخرى كالعراق على سبيل المثال فليتفضلوا وليساوموا وليفاوضونا فوق الطاولة امام شعبنا. لا يوجد لدينا شيء كي نخجل منه. علاقة صراحة بيننا وبين الشعب. ما يطرح. وانا كنت اقول هذا الشيء للمسؤولين الاميركيين في السابق. اذا كان لديكم صفقة وانتم تحبون الصفقات. تفضلوا واطرحوا هذه الصفقة علي وانا سأعرضها على الشعب. واذا وافق الشعب فلا توجد لدينا مشكلة. التساهل في هذه المواضيع خطير جدا.. البعض يعتقد بأنه اذا قمنا بهذه الحركة سنحمي انفسنا.. التكتيكات الصغيرة لم تعد تفيد الآن في هذه الظروف الدولية. هناك مخطط دولي يسير.. وعندما نصل في يوم من الايام الى مواجهة كبيرة ونحن متنازلون.. لن نتمكن من الصمود. اما عندما نصمد من البداية.. فنستطيع ان نساوم ونفرض ما نريد وان نحاور وان ننتصر في النهاية.. مهما طال الموضوع سوف ننتصر.



كلنا يفكر في مصلحة البلد.. وكلنا يعرف ان الظروف قاسية.. ولكن الثمن اجباري والثمن ندفعه كما قلت في البداية.. لأن الموضوع قضية تاريخ والقضية قضية شعب ولكن لن يكون الشعب السوري هو من يغيّر جلده.. بكل الاحوال.. سنسير معهم في لعبتهم لأن ما يحصل الآن هو عبارة عن لعبة لا شيء جدي فيها سوى الخطر المحدق بنا كسورية وكمنطقة.. طبعا الخطر ليس فقط على سورية.. سورية هي واحدة من الحلقات الكثيرة في مسلسل سيصيب العرب دولة بعد اخرى وشعبا بعد آخر.. لكن سنقف عند الحد الذي يفرض الضرر على سورية ونؤكد للجميع بأن هذا الضرر ان حصل في يوم من الايام ولو كان بسيطا سوف لن يبقى خارج حدود سورية.. سيصيب دولا ابعد وسيصيب اول ما يصيب العملاء الذين أتوا بالمستعمر بهذه الطريقة وبهذا الشكل الى منطقتنا. في المحصلة اي قرار يطرح يجب ان يكون نتيجة حوار مع الشعب.. لأن الشعب هو المعني الاول والاخير في هذا الموضوع.. والشعب السوري شعب طيب ومؤمن.. والله يدل الشعب المؤمن والإنسان المؤمن الى الطريق الصحيح. لكن لن يكون الرئيس بشار هو من يخفض رأسه لأي احد في هذا العالم.. ولا رأس شعبه ولا رأس وطنه.. نحن ننحني لله سبحانه وتعالى فقط. على كل الاحوال.. ما يظهر من تفاصيل.. الامور تتسارع بشكل يومي.. وما يظهر من تفاصيل سنكون شفافين في طرحه على الشعب. لأن كل يوم هناك شيء جديد.. لكن الآن ما أطرحه هو الاشياء التي تمت والاسس التي نفكر بها. بكل الاحوال.. ما لم يأخذوه بالضغط الخارجي لن يأخذوه بالضغط الداخلي.

وهم كانوا يسيرون ضمن نهج معين خاصة من خلال الإعلام.. خلال الفترة الماضية.. أرادوا ان يقوموا بعملية ضغط على سورية وعلى الشعب السوري.. وبالتالي توهموا ان هذا الضغط سيجعلنا ننهار ونقوم بما يريدون مباشرة.. لم تعط نتيجة هذه الآلية.. خاصة بعد ان فضحوا بالاقنعة التي كانوا يستخدمونها كمصطلحات.



لاحقا انتقلوا لمحاولة خلق شرخ بين الدولة والشعب.. الشعب السوري اوعى.. ان كان هناك اخطاء في الدولة كلنا نتحدث فيها ضمن المنزل الداخلي.. لكن لا نسمح لأحد ان يتحدث بها من الخارج.. فأيضا فشلت هذه الطريقة.. لاحقا انتقلوا لتشويه الرئيس مباشرة لكي يفقد الشعب ثقته بالرئيس.. ايضا فشلت هذه المحاولات.. فانتقلوا الآن لهذه الطريقة ضمن المراحل المتعددة.. لكي يخلقوا أولاً شرخاً ضمن المجتمع السوري حول كيف يتصرف.. وليخلقوا شرخاً داخل الدولة.. وليخلقوا شرخاً ما بين الدولة والمجتمع.. وبالتالي.. تهيىء هذه الامور سورية في المستقبل للقيام بما يريدونه.. طبعا هم يفاجؤون بأنهم كلما انتقلوا الى مرحلة تزداد اللحمة الوطنية.. ونؤكد اكثر على عملية التلاحم الداخلي والتطوير في كل مرحلة.



وبالتالي.. هذا ينقلنا الى موضوع الاعلام العربي ولو بشكل مختصر.. اقصد ان هذا الاعلام شوش كثيرا وساهم في الهجمات السياسية. وانا هنا اقول دائما وكررت هذا المصطلح في عدة لقاءات.. علينا ان نفرز ما بين اعلام عربي واعلام ناطق باللغة العربية.. الاعلام العربي هو الاعلام الذي يتحدث باللغة العربية.. ويتبنى القضايا العربية.. اما الاعلام الناطق باللغة العربية فهو الاعلام الذي يتبنى قضايا الاعداء والخصوم.. ولكن بلغتنا العربية.. وبالتالي.. يساهم معهم في المعركة على اساس انه من نفس النسيج وله مصداقية. ان استطعنا الفرز بين الاعلامين.. طبعا عندما نقول اعلاما قد تكون وسائل اعلامية وقد يكون البعض من الاشخاص في هذه الوسائل. اعتقد الآن نحن في حالة استقطاب كبير.. بالنسبة لي من يؤيد التنازلات للحد الاقصىومن يؤيد الصمود للحد الاقصى.. وعملية الفرز هي عملية سهلة. من ناحية اخرى كما تعلمون.. سورية هي مركز الاحداث منذ سنوات.. خاصة في السنوات الاخيرة.. وبالتالي المعلومة الحقيقية او الجزء الاكبر من هذه المعلومات نابع من سورية. عندما نعرف الحقيقة نتلافى الكذب.. من يعرف الحقيقة لا يهتم بالاكاذيب.. فإذاً علينا ان نكون شفافين اكثر في نقل المعلومة للمواطن السوري.. عندها لا نخشى على المواطن من هذا التشويش. هذا الشيء طرح في المؤتمر القطري وبدأنا بآليات متواضعة بنقل هذه المعلومة.. ليس بالضرورة عن طريق الاعلام.. ولكن ما زالت هذه الآليات لا تفي بالحاجة مقابل هذه الهجمة الاعلامية الكبيرة.. فكلما انتقلنا الى الامام في موضوع الشفافية ونقل المعلومة السريعة والصحيحة للمواطن ستتكون لديه حصانة.. عندها هذه الهجمة الاعلامية لا تفيد.. الهدف النهائي لهذا الهجوم الاعلامي هو ان نصاب بالخوف والهلع او ان نحقق نحن الهزيمة المجانية من دون معركة كما نعرف ان الهزيمة المعنوية هي نصف وأنا اقول ثلاثة ارباع الهزيمة الحقيقية في اي معركة سواء كانت المعركة عسكرية او سياسية او ثقافية او غيرها. اما بالنسبة للهجمة الاعلامية.. بامكاناتها وادواتها ورجالها. فهي يمكن ان تنجح من خلال ردود افعالنا فقط.. وهي تفشل من خلالها ايضا. وبالتالي.. نحن من يقرر نجاحها.. او فشلها.. بوعينا.. بتمسكنا بمبادئنا.. بتسلحنا بالعلم والمعرفة.



أيها الإخوة..

على الرغم من الاوضاع الصعبة التي نعيشها.. فنحن مستمرون في تنفيذ خططنا التنموية لتحسين الواقع المعاشي للمواطنين.. وفي عملية الاصلاح الاقتصادي والسياسي والاداري.. وماضون في عملية مكافحة الفساد وفي توسيع دائرة المحاسبة لتشمل جميع المسيئين الى مصالح الشعب والوطن. بل ان هذه الظروف الدولية والاقليمية الضاغطة.. والتحديات المرتبطة بها.. وكذلك الواقع العربي المؤسف الذي لا يبعث على التفاؤل.. يدفعنا الى تكريس الاعتماد على انفسنا وقدراتنا الذاتية بالدرجة الاولى.. واستثمار طاقاتنا بطريقة افضل.. وتوسيع دائرة القرار.. والافادة من كافة الجهود الوطنية المخلصة في مسيرة الاصلاح والتطوير. ولقد صدرت عن المؤتمر القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي مقررات طموحة.. تعبّر عن هموم الناس وتطلعاتهم.. ونحن عازمون على وضعها موضع التنفيذ من خلال اولويات محددة تراعي الظروف والامكانات المتاحة.. وستصدر في الفترة القادمة القرارات المناسبة في هذا الاتجاه. أريد ان امر فقط على موضوع واحد.. كثير من الامور طرحت في الاعلام.. موضوع قانون الأحزاب بدأت مناقشته.. وطبعا سيأخذ وقتا طويلا.. لن يكون قصيرا لحساسية هذا الموضوع. لكن سأركز عليه أو أمر عليه مرورا سريعا.. هو موضوع الاحصاء لأن هذا الموضوع ايضا تم التركيز عليه في المؤتمر القطري وفي كثير من اللقاءات سمعت افكارا حول هذا الموضوع.. في الحقيقة تم حل هذا الموضوع منذ عام /٢٠٠٢/ عندما قمت أنا بزيارة مدينة الحسكة التقيت بالفعاليات وطرح معي موضوع الاحصاء وقلت لهم منذ ذلك الوقت لا يوجد احد في سورية ضد حل هذه المشكلة. الموضوع تقني وسنبدأ به وبدأنا فعلا في حل هذه المشكلة في عام /٢٠٠٢/ من خلال دراسة المعايير التي ستوضع لحل المشكلة.. اي اعطاء الجنسية.. والحقيقة انه في المراحل الاخيرة كانت هناك بعض الامور التفصيلية غير المنتهية الى ان حصلت احداث اذار /٢٠٠٤/ في الحسكة واعتقدنا بأن هناك مشكلة كبيرة.. كما قلنا اكتشفنا لاحقا انها مشكلة عادية.. مشكلة عرضية. أتت الظروف السياسية.. أخّرت هذا الشيء.. الآن هناك جهات في الدولة تقوم بانهاء هذه الرتوش وسوف نحل هذا الموضوع قريبا تأكيدا على الوحدة الوطنية في سورية. وعلينا ان نعرف ان كل ما نقوم به.. او نعمل على انجازه.. يحتاج الى قاعدة وطنية واخلاقية متينة ينهض عليها مشروعنا الاصلاحي.. فاذا كان الوطن لجميع ابنائه المخلصين لقضاياه.. فهو لايمكن ان يكون للعابثين او الحاقدين.. الذين لا يرون مصلحة الوطن الواسعة إلا من خلال مصالحهم الضيقة ولا يتذكرون سوى ما يجب ان يتمتعوا به من حقوق متناسين ما يترتب عليهم من واجبات.



نتحدث دائما عن الوحدة الوطنية.. نقول تعزيز الوحدة الوطنية.. ولكن نسمع مصطلحات احيانا كمؤتمر للمصالحة الوطنية وكأننا قبائل متناحرة في هذا البلد.. نخرج من حرب اهلية.. وعندما نتحدث عن تعزيز الوحدة الوطنية لا يعني ذلك أنها غير موجودة.. عندما نقول إن الوحدة الوطنية غير موجودة.. هذا يعني حربا اهلية.لا يوجد حل وسط.. لكن الوحدة الوطنية أيضاً كأي شيء آخر لها معايير ومقاييس.. ليس بالضرورة أن تكون رقمية.. لكن تعتمد على الحالة الوطنية.. لكل فرد بالدرجة الاولى.. وهذه الحالة الوطنية وبما أننا في الجامعة /شخصان ينجحان في نفس المادة لكن الاول ينجح بعلامة /48 زائد 2/ والثاني بعلامة /٩٠/ الاولى ليست كالثانية.. كلاهما نجح ..وفي البكالوريا الاول جمع /١١٠/ علامات والثاني /٢٦٠/ علامة.. هناك فرق.. وكلاهما حامل للشهادة الثانوية. فعندما نتحدث عن تعزيز الوحدة الوطنية.. أي أن نرفع مستواها لكي تكون الحالة العامة في الوطن قوية..ايضا هناك خلط بين الحالات المزمنة والحالات الحادة و /يفهمها الأطباء هنا/ العلاجات للحالات المزمنة تختلف عن العلاجات للحالات الحادة. الآن نحن في أزمة أو في مشكلة أو في وضع صعب. دعونا نقوم بكذا لكي نتجاوز هذه الأزمة.. أقول لهم هذا الكلام خطأ إذا وصلنا الى أزمة أو مشكلة ولم نقم بالعمل قبل وقت.. فالآن فات الأوان.. كل ما نقوم به هو للمستقبل.. إن علاجات من هذا النوع هي علاجات مزمنة لحالات مستقبلية.. وكما قلت قبل قليل.. الأزمات لن تتوقف لأن هناك مخططاً يسير باتجاه معين ضد سورية وضد المنطقة بشكل عام.. فإذا ما نقوم به اليوم هو لأزمات مقبلة.. علينا أن لا نتعلق بقشة.. علينا أن نقوم بأي شيء من أجل أن نحقق أي شيء.. يجب أن نقوم بأعمال نعرف تماما ما هي نتائجها والتعامل مع أي أزمة أو مشكلة أو وضع صعب راهن يكون فقط بالامكانيات التي نمتلكها اليوم.

هذا الموضوع يجب أن يكون واضحاً.. طبعاً عندما يطرح.. يطرح عن حسن نية لأننا يجب أن نقوم بهذا العمل لكن يجب أن نعرف متى تأتي نتائج هذا العمل.

من جانب آخر يجب أن نعرف بعض المفاهيم.. أستخدم هنا ما قلته في خطابي غير المعلن في المؤتمر القطري.. عندما تحدثنا عن جانب الوحدة الوطنية.. كيف نحدد الحالة الوطنية.. أقول لدينا أمثلة في المنطقة لكي لا نبتعد.. هناك دول قريبة منا.. أمم اسميها أمة أحيانا تحترم نفسها لأنها عندما تمر بأزمة تتوحد حتى لو كان لديها الف قضية تختلف حولها.. وهناك أمم أيضاً في هذه المنطقة قريبة منا عندما تتعرض لضغوط وتصل لأزمة تنقسم.. هذه أمم لا تحترم نفسها وهناك في كل أمة أشخاص لا يحترمون أمتهم في الأزمات يشذون عنها.. فإذاً سأمر فقط على حالة واحدة أو مثال واحد.. من يرتفع صوته ضد بلده بالتوازي مع الخارج وينخفض مع الخارج ثم يرتفع بالتوازي مع الخارج، فهذا مرتبط بالخارج، كيف يكون وطنيا ومرتبطا بالخارج من يرتفع صوته هو ضمن أسس معينة وضمن أسس وطنية يرتفع الصوت ضمن البيت الواحد ولا يرتفع بالتوازي مع الخارج. لا أسمح لأحد بأن يرفع صوته من الخارج ونسميه وطنيا.. سنتعامل مع الحالات غير الوطنية بشكل حازم لأنها في الأزمات تؤدي الى التشويش. فإذاً بالمحصلة نحن مع الرأي والرأي الآخر والانفتاح وكل هذه الأمور تسير وربما ببطء. أنا لا أدعي السرعة أبداًً.. ولم أقل في يوم من الأيام بأننا كنا سريعين.. والبعض يقول إن مسيرة التطوير كانت سريعة ومن ثم أصبحت بطيئة.. أقول لهم هي من البداية كانت بطيئة.. لم تكن في يوم من الأيام سريعة لكي نكون واقعيين.. لكن ليس أمامنا خيار سوى أن نسير بإمكانياتنا الى الأمام من أجل أن نعزز الوحدة الوطنية ونخفف من تأثير أية حالة لا وطنية موجودة في أي مجتمع. نحن لسنا مجتمعا يختلف عن بقية المجتمعات.. الحالات الوطنية أو ضعف الوطنية موجودة في أي مكان. في الأزمات علينا أن نخفف.. أن نطوق هذه الحالات بهدف تعزيز الوحدة الوطنية كما قلت.



أيها الأخوات والاخوة الشباب..

علينا إيلاء الأهمية لقطاعات محورية بعينها والشباب في مقدمة هذه القطاعات الذي يحتاج الى إعداد استراتيجية شاملة.. وتتضمن الأهداف التي نتوخى تحقيقها من أجل وضع برامج تنفيذية واضحة نحو هذا القطاع الحيوي. وأن العالم اليوم يتغير بسرعة مذهلة.. وبقدر التحديات الكبيرة التي أفرزتها هذه التغيرات.. نشأت فرص جديدة للإنجاز.. ولما كان محور هذه التغيرات هو المعلومات والاتصال والثورة الرقمية.. فلابد من عملنا جميعا من أجل إدماج الشباب بعصر المعلومات هذا.. وتوفير آليات الإدماج هذه في جميع مؤسساتنا بدءاً من المدرسة.. سواء منها الآليات المادية كالمختبرات وشبكات الانترنت وغيرها.. أم الآليات الحيوية عبر تفعيل البنى المؤسسية التعليمية والثقافية والإعلامية.. بما يسمح بعملية تواصل فعلية تستثمر طاقات الشباب وتهيىء لاستيعاب مبادراتهم الخلاقة وتكفل لهم الثقة في قدراتهم التي هي موضع أملنا جميعا.. لأنها الضامن الحقيقي لرفعة الوطن وتقدمه.



أيها الاخوة.. بما أننا لم نتحدث اليوم عن القرار /338/ و/242/ لأنها أصبحت من البديهيات بالنسبة لنا.. وبأننا نعرف أننا نضيع وقتنا عندما نتحدث عن عدم تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وازدواج المعايير وكل هذا الكلام.. لكنني أتوجه بالتحية باسمكم وباسم كل مواطن سوري الى أهلنا العرب السوريين الصامدين في الجولان المحتل.. بدل أن نلفّ وندور ونتحدث عن قرارات الشرعية الدولية.. نتحدث عن الجوهر.. بالنسبة لنا هذه القرارات هي الأرض.. تحية للذين يثبتون كل يوم صدق وفائهم لوطنهم وأهلهم.. ويبرهنون عن عميق انتمائهم لقضايا شعبهم وكرامته.. ويتحدون بإرادتهم الصلبة آلة القمع الإسرائيلية.

ونؤكد لهم أننا معهم بقلوبنا وامكاناتنا.. وبأن الجولان في زحمة القضايا المطروحة أمامنا.. هو في المركز دائما لكي يعود الى وطنه سورية في يوم آت لا ريب فيه . وفي الختام أيها الاخوة والأخوات.. اذا كان هناك من داع للقلق.. فلا داعي للخوف الذي يدفعوننا باتجاهه لتحقيق الهزيمة المجانية.. فالقلق هو الحالة الإيجابية التي تدفعنا للإنجاز.. ومن ثم لتحقيق ما نريد والانتصار.. وتدفعنا للعمل فالإنجاز فتحقيق ما نريد فالانتصار. أما الخوف فهو الحالة السلبية التي تدفعنا باتجاه الشلل وباتجاه الهزيمة المحققة . فثقوا بمصداقية موقف وطنكم.. ثقوا أن اللحمة عندما تكون متينة بين الشعب وقائده فإنها ستحيط الوطن بسوار من المناعة في وجه الصعاب والتحديات . وستسقط عند اعتابها أوهام الآخرين ومؤامراتهم. واللحمة ستبقى.. بعون الله.. متينة قوية كما هو عهدها دائماً. وهذا البلد محمي من شعبه ومحمي من دولته وفوق كل ذلك سأقولها باللغة العامية التي يكررها الكثيرون وهي محببة لدى الكثيرين «سورية الله حاميها».

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

sanlitun Dongsijie No.6 - 100600 Beijing - China

Tel: 10-65321372

Fax: 10-65321575

[email protected]