حديث الرئيس الأسد إلى صحيفة البايس الاسبانية


الاثنين 2/10/2006م

جدد السيد الرئيس بشار الأسد في حديث لصحيفة البايس الاسبانية واسعة الانتشار مواقف سورية من التطورات والاحداث الاقليمية والدولية وبالاخص بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان اضافة الى عدد من القضايا المرتبطة بالشأن الداخلي.


واكد الرئيس الأسد أن موقع سورية لم يتغير لا قبل الحرب الاسرائيلية على لبنان ولا بعدها وان احد الاخطاء التي تقع فيها الدول الكبرى هي تعاملها مع الحدث بشكل زمني قصير وهذا الخطأ هو أحد الاسباب التي أدت الى هذه الحرب اضافة الى ذلك عدم فهم دور سورية وفهم المنطقة بمشاكلها وعدم فهم دور اليونيفيل السابق مشيراً الى ان سورية دائما كانت تدعم قوات اليونيفيل وانها حذرت من تخفيضها بعد عام 2000 وجدد موقف سورية من القرار 1701 باعتباره غير متوازن ولكن تتعامل معه بايجابية.‏

واضاف الرئيس الاسد ان الجانب الآخر المرتبط بالقرار المذكور مرتبط بمدى امكانية تطبيقه خاصة وان اسرائيل حتى الان لم تنسحب من الاراضي اللبنانية ومازالت طائراتها تخرق الاجواء اللبنانية وان الاهم من ذلك ان هذا القرار مفاعيله مؤقتة، اشهر، سنوات لا نعرف والحل النهائي هو في تحقيق السلام .‏

وقال الرئيس الأسد حول مشاركة اسبانيا في قوات اليونيفيل بأن اسبانيا لديها مصداقية لدى العرب وخاصة بعد مجيء رئيس الوزراء ثاباتيرو واذا بقيت اليونيفيل ضمن صلاحياتها القانونية المعروفة أي تحت الفصل السادس وليس السابع اضافة الى استقرارها وتنوعها كل ذلك يؤدي الى نجاح دورها.‏

وشدد الرئيس الأسد على ضرورة التزام قوات اليونيفيل بالموقف المحايد خلافاًَ للموقف الالماني الذي اكد بأن القوات الالمانية تأتي لحماية اسرائيل كي تنجح مهمة هذه القوات والاهم من ذلك ان لا تكون هذه القوات جزءاً من المشكلة اللبنانية وهذا يعني اذا صدر قرار من مجلس الأمن تحت الفصل السابع اصبحت جزءاً من المشكلة وتفادي هذه القضايا يكفل بنجاح مهمة اليونيفيل وعودة عديدها سالماً الى بلادهم.‏

وأشار الرئيس الأسد بأن المشكلة مع قرارات الامم المتحدة بأنها تصدر وينام العالم بعدها وان القرار 1701 هو حل مؤقت ويجب العودة لعملية السلام ورؤية سورية لعملية السلام انها تستغرق سنتين لا اكثر واذا ما بدأت من حيث انتهت فإن المفاوضات تحتاج ستة اشهر فقط.‏

وحول مسألة ايصال السلاح لحزب الله اوضح الرئيس الأسد بأن سورية اتخذت عدة اجراءات لتعزيز الأمن على الحدود ولكنه أشار بأن هذه الاجراءات في ظل اعلان حزب الله عن امتلاكه عشرات الآلاف من الصواريخ مضيعة للوقت وهروب من الحل الكبير فالمقاومة اذا كان لديها دعم شعبي تستطيع ان تحصل على ما تريد. لذلك يجب عدم تضييع الوقت ولا خيار أمام الدول التي تهتم بهذا الموضوع إلا الثقة بسورية والعودة الى السلام.‏

وفيما يتعلق بعلاقة سورية مع المقاومة جدد الرئيس الأسد دعم سورية لحق المقاومة ما دام هناك احتلال للأراضي مشيراً الى ان قوة حزب الله قوة شعبية وليست محصورة بطائفة كما يصور البعض وسورية لديها علاقات تعاون مختلفة مع حزب الله وهي تساهم في اعادة اعمار القرى المهدمة وتمنحهم مقاعد في الجامعات ولكن الدعم السياسي هو الأهم لأنها مقتنعة بأنهم يدافعون عن قضية عادلة نحن نعاني من الوضع نفسه اي ارضنا محتلة.‏

واكد الرئيس الأسد رداً على سؤال حول العلاقة بين الدولة اللبنانية وحزب الله بأن الدولة هي التي من المفترض ان تمتلك قوة البلد وقوة الردع وان اكثر من يطالب بهذا الشيء هو السيد حسن نصر الله وعندما تتوفر هذه الشروط وتكون هناك دولة قوية تمثل كل اللبنانيين تنحل الامور وأشار السيد الرئيس في جانب آخر انه لا قلق من الطبيعة الاسلامية لحزب الله ولا سيما انه يلقى الدعم من قوى علمانية ومنها قوى مسيحية وان هذا الحزب يدافع عن قضية وطنية وليست قضية اسلامية وهناك إجماع من قبل الطوائف المختلفة في الدول العربية وليس فقط في لبنان حول سياسة هذا الحزب.‏

وبشأن الانقسام في لبنان اكد السيد الرئيس بأن هذا الوضع نشأ مع صدور القرار 1559 عن مجلس الأمن بما يشكل من تدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية بالاضافة للدور الدولي الخاطئ لبعض القوى الدولية قبل اغتيال الحريري وبعد اغتياله وحدد الرئيس الأسد الدورين الفرنسي والاميركي وغياب الدور الأوروبي مما خلق اجواء وصلت الآن بحسب ما يقول اللبنانيون تشبه ما قبل الحرب الأهلية اللبنانية في بداية السبعينات واضاف بأن الموقف السوري من هذا الوضع هو تشجيع الحوار في لبنان مع الوقوف مع التوجهات التي تعتبرها وطنية.‏

وجواباً على سؤال حول اعتقال بعض الاشخاص اكد السيد الرئيس بأن هذه المجموعات تهاجم الدولة بشكل مستمر وتعاملت مع قوى في لبنان دعت لاحتلال دمشق وضرب سورية ونسقت معها وهذا مخالف للقانون ومحاكمة هؤلاء مستمرة كأية محاكمة اخرى وعددهم اربعة فقط.‏

وحول المحكمة الدولية اكد الرئيس الأسد أن ما يقلق سورية في هذا الموضوع هو الاهداف السياسية. اما التوجه لمعرفة الجريمة فيخدم سورية مباشرة ولمصلحتنا واشار الى ان المهم في تقرير براميرتس الأخير اشارته الواضحة الى تعاون سورية ونتائج التحقيق هي التي يجب ان تحدد هل هناك حاجة لمحكمة دولية أو لا .‏

وبشأن عملية السلام ودور الولايات المتحدة نوه الرئيس الأسد ان الولايات المتحدة لا تلعب دور الراعي النزيه ولكن هي لا تستطيع ان تقوم بهذا الدور وحدها وهنا يأتي دور اوروبا التي يجب ان لا تقع في اخطائها السابقة حيث لعبت دور المسوق للفكرة الاميركية واميركا بحاجة لأوروبا لفهم المنطقة اكثر واذا كانت أورربا أكثر استقلالية عن الولايات المتحدة مع توازن في دور الامم المتحدة سيجعل ذلك الدور الاميركي أكثر توازنا وعندها يتحقق السلام.‏

وأكد الرئيس الأسد بأنه لو التقى بالرئيس الامريكي جورج بوش سيطلب منه الاستماع للآخرين لحلفائهم الاوروبيين والاعتراف بالوقوع في اخطاء كثيرة وكبيرة والقول لهم ايضاً ما هي رؤيتكم لعملية السلام وهل هناك ارادة اميركية لهذه العملية اضافة الى اعلامهم بأن عملية مكافحة الارهاب لم تفشل فقط بل ساهمت في زيادته وان مذهب الحرب الاستباقية أضر بالولايات المتحدة والعالم.‏

ورداً على السؤال عن الوضع السوري الاسرائيلي اشار الرئيس الأسد الى ان ما يربط ذلك هو السلام او ربما الحرب وأثبتت الاحداث ان سورية تفكر بالاتجاه الصحيح للمستقبل ورؤيتها اعتمدت على المبادئ والتاريخ وعلى رغبات الشعب اما الرؤية الاسرائيلية اعتمدت على القوة العسكرية ومبدأ القوة العسكرية لا يحقق أي شيء والآن لا توجد رؤية لدى اسرائيل.‏

وهذه مشكلة وعندما نسف مبدأ القوة لا يوجد مبدأ جديد لدى اسرائيل تبقى رؤيتنا أي الباخرة الآن يقودها قبطان واحد.‏

وحول العلاقة مع ايران والملف النووي اوضح الرئيس الأسد ان ايران قوة نووية شئنا أم أبينا وأضاف بأنه من غير المقبول ان نقلق من ايران ولا نناقش القنابل النووية الاسرائيلية وأضاف بأن سورية قدمت في عام 2003 مبادرة لنزع اسلحة الدمار الشامل وتؤكد عليها وان من وقف بوجه هذه المبادرة هي الولايات المتحدة ومن هنا قضية الملف النووي الايراني لا تدار بطريقة جيدة من قبل القوى الدولية المعنية المهتمة ولا يوجد فيها توازن يوجد فيها معايير مزدوجة.‏

ورداً على سؤال اخر قال السيد الرئيس: إن حاخاماً اسرائيلياً اعلن بشكل رسمي ان العرب هم افاعٍ يجب ان نبيدهم، وهناك مسؤول اسرائيلي قال انه يجب إبادة العرب بقنابل ذرية.‏

وفيما يتعلق بالتهديدات الاميركية والاسرائيلية بضرب ايران وسورية وما اذا كانت هذه التهديدات تقلق سورية قال الرئيس الأسد: طبعاً طالما ان مذهب الحرب الاستباقية موجود، فكل العالم يجب ان يكون قلق،ونحن جزء من هذا العالم، وقلقون من هذا المذهب بشكل عام .‏

واضاف الرئيس الأسد قائلاً: في الحرب العسكرية طبعاً الدولة تدافع بقدر ما تستطيع عن نفسه، لا يوجد خيار آخر، ولكن ربما ما يهم هنا هو ما هي تداعيات مثل هذه الحرب?‏

وأكد الرئيس الأسد ان ضرب ايران سيخلق فوضى كبيرة جداً في المنطقة وقال سيادته: اعتقد بأنه الخطأ الذي لن يتحمله العالم كله مشيراً الى ان ايران الآن هي دولة نووية.‏

وتساءل الرئيس الأسد: ما هي تداعيات ضرب دولة بهذه القوة والامكانيات العسكرية والسياسية والاقتصادية، اعتقد انها حرب ليست لها نهاية في المدى الذي يمكن ان نراه ومن الصعب حساب تداعياتها.‏

وحول العلاقة السورية-الاميركية قال السيد الرئيس: ان هذه العلاقة شبه مقطوعة الآن، على الأقل على المستوى السياسي والأمني لكن المشكلة مع الادارة الاميركية انهم لا يريدون ان يسمعوا الحقيقة، كل ما قلته لهم قبل حرب افغانستان وقبل حرب العراق وحول الارهاب يحصل بالتفصيل.‏

اكتشفنا بعد فترة من التعاون معهم بأننا نخسر حتى في التعاون السياسي والأمني ولا نربح، وهم يخسرون أيض، أعتقد انه يمكن لهذه العلاقة ان تتغير عندما يتقبلون كما قلت قبل قليل الواقع كما هو ويعترفون به، وعندما يعرفون اننا دولة لنا مصالح أيضاً ممكن ان نعمل من أجل مصالح مشتركة ولا يمكن ان نكون عاملين خادمين لمصالحهم هم وخاصة عندما تكون ضد مصالحنا.‏

وحول عملية التحديث والتطوير في سورية أكد الرئيس الأسد ان عوامل مختلفة تؤثر في العملية بمجملها وقال: هناك دور الدولة،نحن نطور الدولة، اذا اردنا ان نطور البلد فعلينا ان نطور الدولة، وهذا الموضوع تواجهه مشكلات ذات طابع تقني أول، طابع له علاقة بطبيعتنا الاجتماعية، وله علاقة بمقدار الدعم الذي يأتينا من الخارج.‏

واضاف سيادته في هذا الاطار: كل محاولاتنا في الاعوام الماضية فشلت، لم نتلق دعماً حقيقياً من دول متطورة، نحن نخطئ ونصلح، وهكذ، هذا من جانب، الجانب الآخر وهو يتعلق بظروف سياسية داخلياً وخارجياً ولكن هناك تداخل كبير بينهما الى حد كبير جد، نحن منطقة تعيش على الايديولوجيات، لهذا ما يحصل حولن، حرب العراق، الحرب على الارهاب، السياسة الدولية الخاطئة وخاصة سياسة الولايات المتحدة، خلقت رد فعل سلبياً جداً داخلياً زاد الانغلاق ولم يزد الانفتاح، زاد التوتر لدى الانسان العادي، وهذا له عدة تأثيرات،أولاً: يؤخر التطور الاقتصادي، ثانياً: لا يمكن ان يكون هناك انفتاح سياسي مع انغلاق اجتماعي،لأن الانفتاح السياسي يعتمد على قبول الآخر، عندما يزداد التعصب والانغلاق يزداد رفض الآخر، لذلك عدنا نرى العمليات الارهابية منذ عام 2004 في سورية بعد أن نسيناها منذ منتصف الثمانينات.‏

وأوضح الرئيس الأسد: اهم شيء ان تعرفوا ان هذه العمليات ليست مرتبطة بمنظمات ارهابية، وليست مرتبطة بما يحصل لدينا او مرتبطة بدول، وهنا الخطر، هي تشكل حالة اجتماعية محلية تتحرك وحده، وهذه الحالة تحيط بها حالة تعصب كبيرة.‏

وقال السيد الرئيس: الاحباط السياسي في منطقتنا أضر بعملية التطوير، نموذج الديمقراطية الاميركي العظيم في العراق أضر بالديمقراطية على سبيل المثال، وحتى من كان متحمساً للديمقراطية بدأ يتخوف، هل هذه ديمقراطية? سجن أبو غريب? المجازر المختلفة? وغيرها من الأوضاع التي تعرفونه، فكما قلت في البداية نعم تأخرت عملية التطوير في سورية، وطالما الظروف كذلك سيبقى هناك معوقات كبيرة.‏

sanlitun Dongsijie No.6 - 100600 Beijing - China

Tel: 10-65321372

Fax: 10-65321575

[email protected]